“سرايا المقاومة” اللبنانية ستارة “حزب الله” الداخلية

في ذكرى حرب يوليو (تموز) 2006، أعلنت غرفة “عمليات السرايا اللبنانية‎ ‎لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي” في بيان أنه “دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في مواجهة الاحتلال الصهيوني ودفاعاً عن وطننا لبنان وشعبه وفي ‏الذكرى السنوية الـ18 لحرب تموز، تعلن السرايا اللبنانية عن أولى عملياتها العسكرية ضد قوات ‏الاحتلال الإسرائيلي”، وكان ذلك عبر استهداف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابته “إصابة مباشرة”، وفقاً للبيان.

لكن ما لبثت أن أكدت أنها “حضرت في الميدان منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع بدء العمليات عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، ولا تزال تقوم بمهمات إسنادية لوجستية”، وأشارت إلى سقوط عناصر تابعة لها، وأوضحت مصادرها أن إسهامها “يرتبط بما تتطلبه ظروف المعركة الميدانية وفق إستراتيجية خاصة ومحددة”، وأنها لم تعلن عن مشاركتها الميدانية سابقاً “لأسباب تتعلق بطبيعة إدارة المعركة وظروفها”.

وتابعت مصادرها أنه “مع تطور الأحداث وارتفاع حجم التهديدات والاعتداءات الصهيونية، ارتأت السرايا اللبنانية أن تؤكد أنها معنية بصورة مباشرة بمواجهة أي تهديد أو عدوان ضد لبنان، ولتوجيه رسالة قوية إلى العدو الصهيوني بأن الشعب اللبناني لن يتخلى عن حقه في الدفاع عن أرضه وسيادته ومقدراته، وأن المقاومة الإسلامية ليست وحدها في الميدان، والشباب اللبناني لن يقف على الحياد في ظل التهديد بتوسيع الحرب والذهاب إلى المواجهة الكبرى”، و”أنها في أعلى جاهزيتها العسكرية والمعنوية للتصدي لأي اعتداء أو أية محاولة حمقاء للعدو إذا ما فكر بتوسيع دائرة المعركة والذهاب إلى حرب واسعة”.

ونقلت “وكالة الأنباء المركزية” اللبنانية عن مصادر سياسية معارضة قولها، إن “سرايا المقاومة وسرايا القدس وحركة أمل والجماعة الإسلامية كلها ما كانت لتتمكن من أن تنشط عسكرياً في الجنوب اللبناني لولا ضوء أخضر من (حزب الله) فالأخير هو الممسك بالأرض جنوب الليطاني، والكلمة الأولى والأخيرة تبقى له في الميدان”. وتابع المصدر أن “الخطر في ما يحصل هو أن الحزب لا يزال يوسع الحضور العسكري غير الشرعي على الحدود، ويفتح المجال أمام فصائل جديدة لتدخل في المواجهات بصورة أكبر”.

في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 1997 أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله عن تأليف “السرايا”، وأن “هذا التشكيل سيكون منفصلاً عن جهاز الحزب”، التي تضم “أي لبناني أياً كانت هويته السياسية أو الطائفية أو إمكاناته المادية والعلمية شرط أن يكون قادراً على المشاركة الميدانية في القتال”، كما أن على الشباب المنتمين إلى الأحزاب، أخذ موافقة خطية أو شفهية من قيادتهم للمشاركة في “السرايا”.

 وفي حديث سابق لمصدر حزبي تابع لـ”حزب الله” إلى “اندبندنت عربية”، عن خلفية إنشاء “سرايا المقاومة اللبنانية” كما يسميها يقول إن تشكيلها أتى من غير تخطيط، وبفكرة صادرة عن القائد العسكري عماد مغنية، وذلك بعدما اغتالت إسرائيل هادي نصر الله في سبتمبر (أيلول) 1997، وهو الولد البكر للأمين العام لـ”حزب الله”، وبعد الالتفاف الشعبي وخلال واجب العزاء طلبت مجموعة من الشبان من الأمين العام أن يفتح المجال أمام من يريدون الالتحاق بـ”المقاومة” من غير الشيعة الذين عبروا عن رغبتهم في قتال إسرائيل واستجاب الحزب فوراً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *