كشفت القناة 12 العبرية، الاثنين 29 ديسمبر 2025، عن وثيقة داخلية سرية لحركة حماس، كُتبت قبل أقل من شهر على هجوم السابع من أكتوبر، وتعرض للمرة الأولى تحليلًا معمقًا لكيفية قراءة قيادة الحركة، وعلى رأسها يحيى السنوار ومحمد الضيف، للسياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة.
الوثيقة، التي تتألف من 11 صفحة وأعدّتها جهات استخبارية داخل حماس، خلصت إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى إسقاط حكم الحركة، بل تفضل إدارة الصراع والحفاظ على معادلة الردع، وفقاً لتحليل مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب العبري.
أوضح المركز أن الوثيقة تكشف أن قيادة حماس رصدت سياسة إسرائيل في غزة على أنها تهدف لإدارة الصراع والردع دون الإطاحة بالسلطة الحاكمة، وهو ما اعتبره القادة الفلسطينيون إشارة للقيام بعمل مفاجئ وغير متوقع لكسر نمط الصراع المعتاد. ويشير المركز إلى أن هذه الرؤية مكنت حماس من التخطيط لهجوم 7 أكتوبر بثقة أن إسرائيل لن تسعى للإطاحة بالقيادة الحاكمة، ما يوضح الفجوة بين تقديرات المخابرات الإسرائيلية وقراءة حماس للوضع على الأرض.
وتربط الوثيقة بين مسار طويل من الأحداث، بدءًا من حرب عام 2014، مرورًا بمسيرات العودة، وصولًا إلى معركة “سيف القدس”، التي رأت فيها حماس دليلًا على قدرتها على إشعال عدة ساحات في آن واحد. كما توصي قيادة الحركة باتباع نهج “غير متوقع” يضع إسرائيل في حالة دائمة من عدم اليقين.
في المقابل، يعرض التقرير نقدًا حادًا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تمسكت بتقدير مفاده أن حماس مردوعة وغير معنية بحرب شاملة، رغم كثافة التدريبات العلنية على اقتحام الحدود وأسر الجنود.
وتخلص القناة إلى أن الوثيقة تكشف ليس فقط طريقة تفكير حماس، بل أيضًا حجم “العمى الاستراتيجي” الذي أصاب إسرائيل قبيل الهجوم، حيث كانت المؤشرات واضحة، لكن جرى تجاهلها في إطار ما بات يُعرف بـ”الكُنسِبْتسيا” التي انهارت فجر 7 أكتوبر.