أصدرت الحكومة الكندية تحذيرًا مشددًا لمواطنيها دعتهم فيه إلى توخي أقصى درجات الحذر عند السفر إلى جنوب إفريقيا، في ظل تصاعد معدلات الجريمة العنيفة وازدياد حوادث الخطف والاعتداءات التي تطال السكان المحليين والأجانب على حد سواء.
التحذير، الصادر في أواخر ديسمبر 2025، يعكس قلقًا متزايدًا لدى أوتاوا بشأن سلامة مواطنيها في واحدة من أبرز الوجهات السياحية والاقتصادية في القارة الإفريقية. وفق ما نشر موقع بيزنس إنسايدر الاثنين 29 ديسمبر 2025.
بحسب التحذير الكندي، فإن الجرائم الخطيرة منتشرة على نطاق واسع في جنوب إفريقيا، وتشمل السطو المسلح، وسرقة السيارات، والاعتداءات الجسدية، واقتحام المنازل.
وأكدت السلطات الكندية أن هذه الجرائم لا تستثني الأجانب، بل إن السياح ورجال الأعمال كانوا من بين الضحايا في حوادث متكررة خلال الفترة الماضية، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني في عدد من المدن الكبرى.
لفت التحذير إلى أن المخاطر الأمنية تتضاعف بعد حلول الظلام، خاصة في المراكز الحضرية والمناطق الشعبية. ونصحت كندا مواطنيها بتجنب التنقل ليلًا، وعدم دخول وسط المدن أو الأحياء غير المألوفة بعد المساء، حتى في المناطق التي تُعد سياحية. وأوضحت أن الجرائم الليلية باتت ظاهرة شائعة، ولا تقتصر على مناطق بعينها.
من أبرز النقاط التي ركز عليها التحذير الكندي خطر ما يُعرف بـ”الخطف السريع”، حيث يتم احتجاز الضحية لفترة قصيرة لإجبارها على سحب أموال نقدية من أجهزة الصراف. كما حذّرت من عمليات خطف مقابل فدية، مؤكدة أن أجانب تعرضوا لمثل هذه الحوادث في السابق. وأشارت إلى أن بعض العصابات تستدرج الضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة.
التحذير لم يغفل مخاطر التنقل البري، إذ أشار إلى انتشار عمليات السطو المسلح وخطف السيارات عند الإشارات المرورية ومخارج الطرق السريعة.
كما نبه إلى أساليب احتيالية يستخدمها المجرمون، مثل إلقاء مسامير على الطرق أو انتحال صفة الشرطة لإجبار السائقين على التوقف. واعتُبرت المطارات والطرق المؤدية إليها، خصوصًا قرب مطار كيب تاون الدولي، مناطق عالية الخطورة، حيث سُجلت حالات تتبع وسرقة للمسافرين فور مغادرتهم المطار.
قدمت كندا مجموعة من الإرشادات، شملت إخفاء المقتنيات الثمينة، واستخدام وسائل نقل موثوقة، وتجنب الحواجز غير الرسمية، والامتثال للمهاجمين في حال التعرض للاعتداء. كما خص التحذير النساء المسافرات بمفردهن، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الجرائم العنيفة ضد النساء، بما في ذلك الاغتصاب والقتل، لا سيما في المناطق الحضرية.
رغم مكانة جنوب إفريقيا كوجهة رئيسية للسياحة والاستثمار في إفريقيا، فإن التحذير الكندي يعكس تصاعد المخاوف الدولية من تدهور الوضع الأمني، ويؤكد أن السفر إليها بات يتطلب قدرًا عاليًا من اليقظة والاستعداد، في ظل واقع أمني معقّد لا يمكن تجاهله.