
أثار أحد المنشورات على صفحة كنيسة رؤساء الملائكة، وهي واحدة من أعرق الكنائس الأرثوذكسية اليونانية في مصر، جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي. جاء ذلك بعد نشر تفاصيل حول قداس عيد الميلاد الذي أُقيم في المقر البابوي بالقاهرة يوم 25 ديسمبر.
المنشور أوضح أن قداس عيد الميلاد الإلهي كان برئاسة البطريرك ثيوذوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا، وشهد حضورًا رسميًا بارزًا، شمل سفير اليونان، ومندوب سفارة قبرص، ومحافظ القاهرة، وعددًا من المسؤولين الحكوميين. كما حضر القداس شخصيات كنسية وإدارية، من بينهم المهندس سالم قسيس، رئيس مجلس وكلاء الكنيسة، وأعضاء آخرون من المجلس. في ختام القداس، قام البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتقديم التهاني في هذه المناسبة.
إلا أن الجدل الحقيقي اندلع بسبب الصور التي أُرفقت مع المنشور. إذ أظهرت الصور أحد رجال الشرطة يجلس على الكرسي البابوي داخل الكنيسة، دون أي تفسير رسمي حول ملابسات الحدث أو سبب جلوسه على هذا المقعد بالتحديد. أثارت الصور حالة من الاستياء والغضب لدى العديد من المتابعين. ورأى البعض أن هذا الموقف انتهاك لقدسية الكرسي البابوي الذي يمثل رمزًا روحيًا له ارتباط وثيق بتاريخ الكنيسة ودورها. عبّر المتابعون عن انزعاجهم متسائلين: كيف لشخص بزي أمني أن يجلس على كرسي يُعتبر امتدادًا لكرسي القديس بطرس؟
من جهة أخرى، اعتقد البعض أن الموقف ينطوي على رسالة غامضة وغير مفهومة؛ ما ولّد تساؤلات حول إمكانية تحول رمزية الكرسي الكنسي إلى حيز سياسي، مؤكدين على ضرورة احترام أماكن الجلوس المخصصة لكل ضيف وفق الدعوات الرسمية. الجدل تصاعد عندما ظهرت صور أخرى قديمة وحديثة لحوادث مشابهة. حيث أشار مدونون إلى صورة من احتفالات سابقة في عيد الميلاد عام 2024، مشيرين إلى أن الأمر لم يكن حدثًا عابرًا بل قد يكون ضمن سياق متكرر.
في المقابل، ذهب آخرون إلى تهدئة الأجواء بالتأكيد على أن ما حدث ربما لا يعدو كونه خطأً بروتوكوليًا غير مقصود نتيجة سوء تنظيم أو تقدير، خصوصًا في ظل حضور كبير لعدد من الشخصيات الرسمية والزحام المصاحب لمثل هذه الأحداث. وأشاروا إلى أن معالجة الأمر كانت ممكنة بسهولة من خلال تدخل أحد المسؤولين لتوجيه الضيف إلى موقعه المناسب، ما كان ليحول دون تحويل الموقف إلى قضية رأي عام تثير هذا الجدل الواسع على منصات التواصل.
