توفي اليوم الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر ناهز 70 عاماً، بعد رحلة فنية وإنسانية طويلة ترك خلالها إرثاً فنياً عميقاً في السينما والمسرح، محلياً وعالمياً.وأعلنت الممثلة الفلسطينية مريم كامل الباشا خبر الوفاة عبر منشور على حسابها، جاء فيه “إلى رحمة الله حبيبنا أبو صالح، الفنان الفلسطيني محمد بكري، لترقد روحك بسلام.”
وُلد محمد بكري في قرية البعنة في الجليل، وبدأ شغفه بالمسرح مبكراً، فدرس التمثيل والأدب العربي، والتحق بجامعة تل أبيب عام 1973، ليبدأ منها مشواراً فنياً امتد لأكثر من أربعة عقود. لم ينظر بكري إلى الفن كأداة للترفيه، بل جعله منصة للمقاومة والوعي، وصوتاً يحمل قضايا الإنسان الفلسطيني ومعاناته.
قدّم بكري أكثر من 43 عملاً فنياً تنوّعت بين التمثيل، والإخراج، والتأليف، والإنتاج. من أبرز أفلامه “حيفا”، “حنا ك”، “من وراء القضبان”، و”تحت أقدام النساء”. لكنه أثار جدلاً واسعاً من خلال فيلمه الوثائقي “جنين، جنين”، الذي وثّق فيه شهادات من داخل مخيم جنين بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 2002، وأدى إلى معارك قانونية طويلة مع السلطات الإسرائيلية.
تنقّل بكري بين خشبات أهم المسارح الفلسطينية والإسرائيلية، مثل مسرح هابيما، مسرح حيفا، ومسرح القصبة في رام الله، حيث ظل وفياً لفكرة أن المسرح هو بيت المقاومة الثقافية. لم يفصل يومًا بين الفن والسياسة، بل جعل من تجربته أداة للتحرر والتأثير.
محمد بكري هو والد الفنان آدم بكري، الذي سار على خطى والده في التمثيل، وشارك في أفلام دولية بارزة. وسيبقى اسم محمد بكري حاضراً في الذاكرة الثقافية الفلسطينية والعربية كأحد أبرز رموز الفن الملتزم.