
قال مصدر مقرب من رويترز إن رئيس غينيا بيساو المخلوع عمر سيسوكو إمبالو وصل إلى برازافيل، عاصمة جمهورية الكونغو، يوم السبت، بعد أيام من استيلاء الجيش على السلطة. وأطاح جنود بحكومة إمبالو، يوم الأربعاء، قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت مطلع الأسبوع، لتستمر حالة عدم الاستقرار السياسي في هذه الدولة الصغيرة الناطقة بالبرتغالية.
وغادر إمبالو بيساو في البداية متوجها إلى السنغال المجاورة على متن رحلة خاصة، بعدما نصّب الجيش الميجر جنرال هورتا إنتا رئيسا انتقاليا يوم الخميس. وأكد المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، وجود إمبالو في برازافيل دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وكانت وكالة فرانس برس قد ذكرت الخبر في وقت سابق، نقلا عن مصادر بحكومة جمهورية الكونغو.
وأمس السبت، قالت وزارة الخارجية في السنغال، في بيان، إن رئيس غينيا بيساو المخلوع عمر سيسوكو إمبالو وصل إلى البلاد، يوم الخميس، على متن طائرة خاصة، وذلك بعد تدخل من رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
ونصّب جيش غينيا بيساو الميجر الجنرال هورتا إنتا رئيسا انتقاليا للدولة الواقعة في غرب إفريقيا يوم الخميس، وذلك غداة الإطاحة بالقيادة المدنية في استيلاء سريع على السلطة قبل إعلان نتائج الانتخابات التي جرت في مطلع الأسبوع.
وهذا تاسع انقلاب في غرب إفريقيا ووسطها منذ 5 سنوات، وهو استمرار لحالة عدم الاستقرار في غينيا بيساو التي تعد مركزا سيئ السمعة لنقل الكوكايين ولها تاريخ طويل من التدخلات العسكرية في السياسة.
وذكر الضباط، الذين أشاروا إلى أنفسهم باسم القيادة العسكرية العليا لاستعادة النظام، في بيان بثه التلفزيون، يوم الأربعاء، أنهم أطاحوا بالرئيس عمر سيسوكو إمبالو. وقال الضباط إن هذه الخطوة جاءت ردا على خطة لزعزعة الاستقرار تشمل سياسيين وكبار تجار المخدرات، لكنهم لم يقدموا مزيدا من التفاصيل.
وظهر إنتا مرتديا الزي العسكري ومحاطا بمسؤولين عسكريين آخرين في أول ظهور علني له رئيسا في مراسم بثها التلفزيون الرسمي يوم الخميس. وقال إن الانقلاب كان ضروريا لإحباط مؤامرة من تجار المخدرات للاستيلاء على الديمقراطية الغينية، وقال إن المرحلة الانتقالية ستستمر عاما واحدا يبدأ على الفور.
وفي مراسم أداء اليمين في وقت لاحق يوم الخميس، عُين الميجر الجنرال توماس دجاسي رئيسا لأركان الجيش. وجاء الاستيلاء على السلطة، يوم الأربعاء، قبل يوم من النتائج الأولية التي كان من المتوقع إعلانها بين إمبالو وفرناندو دياس، الوافد الجديد على الساحة السياسية البالغ من العمر 47 عاما، والذي برز أقوى منافسي إمبالو على الرئاسة.
وقبل إعلان الانقلاب، أفاد شهود بسماع دوي إطلاق نار في العاصمة بيساو لساعة تقريبا قرب مقر اللجنة الانتخابية والقصر الرئاسي. وأجرى إمبالو اتصالا بوسائل إعلام فرنسية ليبلغهم بقرار عزله. ولم يعلن الضباط ما إذا كانوا احتجزوا إمبالو.
وذكر بيان صادر عن الجيش، يوم الخميس، أن إمبالو وغيره من كبار المسؤولين “تحت سيطرة القيادة العسكرية العليا”. وندد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف بالانقلاب، في بيان نشر على منصات التواصل الاجتماعي، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن إمبالو “وجميع المسؤولين المعتقلين”.
وندد رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بالانقلاب في منشور على منصة إكس، وعبروا عن قلقهم إزاء التقارير عن اعتقال إمبالو وكبار المسؤولين وموظفي الانتخابات. وقال الاتحاد الأوروبي إنه ينبغي استعادة النظام الدستوري والسماح لإحصاء الأصوات بالمضي قدما.
وساد الهدوء وسط العاصمة بيساو، يوم الخميس، مع انتشار الجنود في الشوارع وبقاء كثير من السكان في منازلهم حتى بعد رفع حظر التجول ليلا، وأغلقت الشركات والبنوك أبوابها.
المصدر رويترز
