
وصلت حاملة طائرات أميركية إلى قبالة سواحل أميركا اللاتينية الثلاثاء، ما يمثل تعزيزا كبيرا للموارد العسكرية الأميركية في المنطقة وتصعيدا للتوتر مع فنزويلا التي تحدثت عن تهديد “إمبريالي” معلنة نشر أسلحة تشمل عتادا روسي الصنع عمره عقود، وتخطط لعمليات مقاومة على غرار حرب العصابات أو نشر الفوضى في حال تعرضها لهجوم جوي أو بري أمريكي، وفي كندا أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن قلق بلاده من الغارات الأميركية في الكاريبي، معتبراً أنها تنتهك القانون الدولي وتهدد استقرار منطقة تضم أقاليم فرنسية.
ويتزامن وصول “يو أس أس جيرالد فورد”، أكبر حاملة طائرات في العالم، لتعزيز عملية تؤكد واشنطن أن هدفها مكافحة المخدرات، مع تدريبات دفاعية عسكرية فنزويلية، وفيما أدانت روسيا، حليفة كاراكاس، الغارات الجوية الأميركية على قوارب تشتبه واشنطن في أنها مخصصة لتهريب المخدرات.
وقال مسؤولون الثلاثاء إن أكبر حاملة طائرات في العالم (جيرالد فورد) تحركت إلى المنطقة، لتنضم إلى ثماني سفن حربية وغواصة نووية وطائرات إف-35 الموجودة بالفعل في منطقة البحر الكاريبي.
وأعلنت القيادة الجنوبية للجيش الأميركي في بيان أن “مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد ر. فورد (…) دخلت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر منطقة عمليات” القيادة الأميركية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وأضافت القيادة أن هذا الانتشار الذي أعلنته واشنطن في 24 تشرين الأول/أكتوبر، يهدف إلى “دعم أمر الرئيس (دونالد ترامب) بتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية ومكافحة إرهاب المخدرات”.
ل حاملة الطائرات الأكثر تطورا في الجيش الأميركي، أربعة أسراب من الطائرات المقاتلة، وترافقها ثلاث مدمرات مزودة بصواريخ موجهة.
منذ آب/أغسطس، تنشر واشنطن قدرات عسكرية كبيرة في منطقة البحر الكاريبي، من بينها ست سفن حربية، بهدف معلن هو مكافحة تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وأسفرت عشرون غارة جوية على سفن اشتبهت الولايات المتحدة بأنها تحمل مخدرات عن مقتل 76 شخصا على الأقل.
في المقابل، ترى فنزويلا أن نشر هذا الأسطول هدفه الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو والاستيلاء على احتياطياتها النفطية.
وقد أذن ترامب بعمليات سرية لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في فنزويلا، لكنه أعطى مؤشرات متناقضة حول استراتيجيته، متحدثا أحيانا عن ضربات على الأراضي الفنزويلية ولكن مستبعدا أيضا فكرة الحرب.
وأعلن الجيش الفنزويلي الثلاثاء أنه ينتشر بـ”كثافة” في كل أنحاء بلاده للرد على “الإمبريالية” الأميركية. وتحدث بيان صادر عن وزير الدفاع ورئيس الأركان الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز عن “نشر مكثف لوسائل برية وجوية وبحرية ونهرية وصواريخ، وأنظمة أسلحة، ووحدات عسكرية، وميليشيا بوليفارية” تضم مدنيين وعسكريين سابقين يُشكلون قوات لتعزيز الجيش والشرطة.
وبثت قناة “في تي في” التلفزيونية الحكومية خطابات لضباط كبار في عدة ولايات في البلاد، مصحوبة بصور تُظهر تدريبات عسكرية. وتحدث الوزير عن مشاركة 200 ألف عنصر مسلح في التدريبات. ودعا مادورو مرات عدة إلى الحوار لكنه يؤكد أنه مستعد للدفاع عن نفسه، عارضا باستمرار أنشطة عسكرية داخل البلاد.
الاثنين، أكد نيكولاس مادورو أن فنزويلا تمتلك “القوة والنفوذ” للرد على الولايات المتحدة وقال “إن ضربت الإمبريالية وألحقت أضرارا، فسيصدر أمر بعمليات وتعبئة وقتال للشعب الفنزويلي بكامله”. وقد أثار الانتشار العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي أيضا قلق كولومبيا والبرازيل.
وأوقف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الثلاثاء تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة ردا على قصف واشنطن قوارب يشتبه في أنها تنقل مخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل 76 شخصا على الأقل.
وقال بيترو على منصة إكس “صدر أمر لكل أجهزة الاستخبارات التابعة لقوات الأمن العام بتعليق الاتصالات وغيرها من التعاملات مع وكالات الأمن الأميركية”، مضيفا أن التعليق “سيبقى ساريا طالما استمرت الهجمات الصاروخية على القوارب”.
في كندا عبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الثلاثاء عن قلق بلاده من العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي قائلا إنها تنتهك القانون الدولي.
ونفذ الجيش الأمريكي 19 غارة على الأقل حتى الآن على سفن يشتبه في أنها تهرب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي وقبالة سواحل المحيط الهادي في أمريكا اللاتينية، مما أسفر عن مقتل 76 شخصا على الأقل.
وقال بارو على هامش قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا “تابعنا بقلق العمليات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي، لأنها تنتهك القانون الدولي ولأن فرنسا لها وجود في هذه المنطقة من خلال أقاليمها في الخارج، حيث يقيم أكثر من مليون من مواطنينا”. وأضاف “وبالتالي يمكن أن يتأثروا بعدم الاستقرار الناجم عن أي تصعيد، وهو ما نريد بالطبع تجنبه”.
