
في وقت يقبع فيه معظم زعماء المعارضة التونسية في السجن، تأتي إضرابات الطعام في السجون لتفاقم الأزمة السياسية في تونس. فقد انضم راشد الغنوشي (84 عاما)، زعيم حزب النهضة المعارض وأحد أبرز معارضي الرئيس قيس سعيّد، الى إضراب مفتوح عن الطعام من سجنه دعما لإضراب مماثل يخوضه اثنان من قادة المعارضة المسجونين للمطالبة بإطلاق سراحهم.
بينما تتهم أحزاب المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيّد بتحويل تونس إلى “سجن مفتوح” وهو ما ينفيه سعيّد بشدة، بدأ جوهر بن مبارك القيادي ب”جبهة الخلاص الوطني” المعارضة، وهو واحد من أشد خصوم سعيد، إضراباً عن الطعام والماء والدواء في سجنه منذ الأسبوع الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 احتجاجاً على ظروف اعتقاله منذ شباط/ فبراير 2023. وتقول عائلته ومحاموه إنه في وضع صحي سيء للغاية.
كما بدأ عصام الشابي زعيم الحزب الجمهوري أيضا إضرابا عن الطعام إنه يريد “إنهاء المظلمة” والحصول على حريته. أما الغنوشي فهو مسجون منذ عام 2023 وحُكم عليه بالسجن 37 عاما في عدة قضايا، بتهم من بينها التمويل الأجنبي غير المشروع والتآمر ضد أمن الدولة.ورفض الغنوشي المثول أمام المحكمة في كل القضايا، قائلا إنه لن يواجه قضاة لا استقلالية لهم وينفذون فقط أوامر سعيد.
وبالنسبة لجوهر بن مبارك، يقول محاموه وعائلته ورابطة حقوق الإنسان إن صحته ساءت بشدة، وهو يرفض العلاج ويواجه خطر الموت في السجن. وعبرت منظمة العفو الدولية عن ” قلقها العميق إزاء الوضع الصحي الحرج للمعتقل السياسي جوهر بن مبارك، المضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله التعسفي والحكم الجائر الصادر بحقه في ما يُعرف بقضية التآمر على أمن الدولة”.
لكن هيئة السجون التونسية نفت أن تكون صحة السجناء قد تدهورت بسبب الإضراب عن الطعام، معتبرة أن الفحوصات الطبية تشير إلى أن الظروف الصحية “طبيعية ومستقرة”، من دون تقديم تفاصيل. في وقت سابق من العام 2025، أصدرت محكمة أحكاما مشددة بالسجن تتراوح بين خمسة أعوام و66 عاما ضد زعماء المعارضة بما في ذلك بن مبارك والشابي، بتهم “التآمر ضد أمن الدولة”.
وتقول المعارضة ومنظمات حقوقية إن هذه المحاكمة سياسية ومفبركة وتستهدف فقط إخماد الأصوات المعارِضة.أما المحامية دليلة بن مبارك فصرّحت أن شقيقها جوهر أبلغها بأنه سيغادر السجن قريبا “إما حرا أو ميتا” وإنه يرفض تعليق الاضراب عن الطعام.
وفيما ينفي سعيّد ما تدّعيه المعارضة، يقول إن تحركاته كانت ضرورية لإنقاذ تونس من سنوات من الفوضى، ووصف زعماء المعارضة المسجونين بأنهم مجرمون وخونة.
