
قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الجمعة، إن قرار الحرب والسلم قرار تملكه الحكومة، مؤكدا عدم وجود “رأي لأي طرف” في هذا الملف. جاء ذلك غداة توجيه حزب الله كتابا إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، أكد فيه رفضه القاطع أي مفاوضات سياسية مع إسرائيل.
وشدد الحزب الموالي لإيران في الكتاب على حقه ”المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان والوقوف إلى جانب جيشنا وشعبنا لحماية سيادة بلدنا.” وقال الحزب إن الدفاع عن لبنان “ليس قرار حرب أو سلم، بل حق مشروع وواجب وطني في وجه عدو يفرض الحرب ويواصل العدوان.”
وشكل موقف حزب الله اختبارا جديدا للعهد القائم بشأن قدرته على فرض سلطة الدولة وقرارها السيادي. وقال سلام، خلال قمّة لبنان للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي عقدت في بيروت: “قلنا إن قرار الحرب والسلم قد استردته هذه الحكومة بيدها، ولا أحد له رأي فيه غير الحكومة.”
موقف حزب الله يشكل اختبارا جديدا للعهد القائم بشأن قدرته على فرض سلطة الدولة وقرارها السيادي وأكد رئيس الحكومة على “ضرورة العمل على حصر السلاح بيد الدولة”، ليبقى السؤال حول كيف ومن يمكنه العمل على ذلك في ظل رفض حزب الله تجريده من سلاحه.
وتحت ضغوط إسرائيلية – أميركية أقرت الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس الماضي حصر السلاح بيد الدولة، بما يشمل حزب الله.ورحبت الحكومة بخطة وضعها الجيش اللبناني لتنفيذ القرار، غير أنها لم تحدد مهلة زمنية لتطبيقه، في خطوة اعتبرها مراقبون تراجعا يهدف إلى استرضاء الحزب الذي يعتبر أن قرار الخامس من أغسطس “خطيئة كبرى.”
ووصف سلام التصعيد الإسرائيلي الجاري في جنوب لبنان بـ”الخطير جدا”، مشيرا إلى أن لبنان “يواصل تحشيد كل ما يمكن من دعم سياسي ودبلوماسي عربي ودولي، لوضع حدّ لهذا التصعيد، وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضنا، ووقف العمليات العدائية والإفراج عن الأسرى.”
ويرى مراقبون أن حديث سلام عن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، كما إشارته إلى حشد الدعم لإجبار إسرائيل على التزام وقف إطلاق النار، يبدو أنه أقرب التسويق الإعلامي، حيث أن الحكومة أظهرت حتى الآن عجزا عن معالجة المعضلتين.
وفي تصعيد لافت، شن الجيش الإسرائيلي، الخميس، سلسلة غارات على عدة بلدات جنوبية في لبنان، عقب إنذاره مواطنين بالإخلاء في أوسع إنذار منذ سريان الاتفاق
وانتقلت بذلك الجبهة الجنوبية إلى مستوى جديد من التوتر الذي كان ينحصر في هجمات متقطعة وانتقائية، منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر 2024، والذي أنهى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر 2023 تحولت إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، وخلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد عن 17 ألف جريح.
وتواصل إسرائيل احتلالها خمس تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
