هكذا كادت إسرائيل أن تنقل فلسطينيين إلى أمريكا اللاتينية

قصة لا تصدّق: إسرائيل أبرمت صفقة مع ديكتاتور منح ملاذاً للنازيين، من أجل تنفيذ ترانسفير كامل. فلماذا ألغت رئيسة الحكومة جولدا مئير البرنامج؟ • وأي دولة وافقت على استيعاب الفلسطينيين؟

كيف يحدث أن دولة قامت بعد رماد المحرقة – تجد نفسها، بعد عشرين عامًا فقط، توقع اتفاقية مع دولة استقبلت قتلتها؟ وماذا لو أخبركم أنه في نفس السنة بالضبط التي توقفت فيها إسرائيل عن مطاردة النازيين – بدأت بتمويل نقل الفلسطينيين… إلى باراغواي؟

لا، هذه ليست مؤامرة. كانت عملية حقيقية. رسمية. معتمدة من الحكومة الإسرائيلية. وانتهت برصاصة واحدة. بعد الحرب العالمية الثانية، ديكتاتور يُدعى ألفريدو سترويسنر يبحث عن “مهاجرين ذوي جودة عالية”. ويجدهم في أوروبا… مع ميداليات صليب معقوف. يوزف منغليه “ملاك الموت” يحصل على الجنسية.

إدوارد روشمان، “جزار ريغا”، توفي في باراغواي بسلام. في ذلك الوقت، كانت فرق الموساد تتجول في أمريكا الجنوبية. مرتين – كادوا يمسكون بـ يوسف منغله. ألمانيا تطلب التسليم – سترويسنر يجيب: “مرة باراغواي، دائماً باراغواي“. والعالم يصمت. وفجأة أيضاً إسرائيل. إيسر هارئيل – رئيس الموساد – يوقف المطاردة: “هناك تهديدات أكثر أهمية“.

ثم، من نفس ذلك المحور السري مع سترويسنر – تنشأ مبادرة شبه غير معقولة: “عملية باراغواي”. 1969. الموساد يقترح حلاً للمشكلة الفلسطينية: الهجرة الطوعية… إلى باراغواي. إسرائيل ستموّل الرحلات الجوية، وتدفع للحكومة المحلية “بدل استيعاب” – منح بقيمة 100 دولار للمهاجر، و33 دولاراً للحكومة.

باراغواي توافق على استيعاب ستين ألفاً. لماذا هناك تحديداً؟ لأن هناك يوجد حاكم يمكن إبرام صفقة معه دون أسئلة. وفي غزة؟ يُقام “مكتب سفريات” وهمي – يبيع للاجئين حلماً عن أرض، عمل ومستقبل جديد. بعضهم يشترون الحلم – ويركبون الطائرة. لكن بعد ذلك – كل شيء ينفجر. 4 أيار 1970. شابان فلسطينيان يدخلان إلى سفارة إسرائيل في أسونسيون. يستفسران عن تفاصيل حول السفير. يخرجان. يعودان – ومعهما سلاح. طَلَقَات نارية.

عيدنا بير، زوجة دبلوماسي إسرائيلي، قُتلت. هذا هو الهجوم الأول ضد بعثة إسرائيلية في العالم. وعندما تبيّن أن المُطلقين للنار هم من نفس المهاجرين الطوعيين” – تم دفن العملية فورًا. ستروسنر قطع الاتصال. الموساد التزم الصمت وغولدا مئير أمرت: لا تتحدثوا عن هذا – أبدًا. فقط بعد خمسين عاما كُشِفَت الوثائق.

وهي تروي قصة يكاد العقل لا يصدقها: دولة اليهود أبرمت صفقة مع ديكتاتور منح مأوى للنازيين، من أجل نقل الفلسطينيين إلى قارة أخرى – حتى انهار كل شيء برصاصة واحدة. ستروسنر خاف وأغلق الاتفاق، والدفعات المسبقة؟ اختفت. المكتب في غزة؟ أُغلق. والوثائق؟ أغلقت عميقًا في الأرشيف – خَتم “سري للغاية”. بعد خمسين عاما. الصحفي عيران مور-تسيكوريل من هيئة البث الرسمية “كان” يفتح مجلدًا مصفرًا في أرشيف الدولة – وفي الداخل الوثيقة الأصلية. توقيعات غولدا مئير، وزراء الحكومة ورئيس الموساد. وأثبت أن الواقع أحيانًا أقوى من الخيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *