
فقدت الساحة الفنية اللاتينية أحد وجوهها الشابة، بعد أن قُتل المغني وعارض الأزياء الأرجنتيني فيدي دوركاز، البالغ من العمر 29 عامًا، في حادث إطلاق نار وسط العاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي، أثناء عودته من بروفة لبرنامج الرقص الشهير “Las Estrellas Bailan En Hoy”، النسخة المكسيكية من “Strictly Come Dancing”.
وقع الحادث مساء الخميس، بينما كان دوركاز يقود سيارته عائدًا إلى منزله الذي يشاركه مع صديقته المؤثرة ماريانا أفيلّا. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الهجوم وقع أثناء محاولته مغادرة أحد الطرق الدائرية المعروفة في المدينة. وأفادت التقارير المحلية بأن الفنان تعرّض لإطلاق نار مباشر أصابه في رقبته، ما أدى إلى وفاته في الحال قبل وصول فرق الإنقاذ.
ورجّحت مصادر أمنية أن الجريمة نُفّذت خلال محاولة سطو مسلح فاشلة، إذ قد يكون الفنان حاول مقاومة المهاجمين، رغم أن هذا الاحتمال لم يُؤكد رسميًا بعد من قبل سلطات مكسيكو سيتي. وتواصل الشرطة البحث عن أربعة أشخاص فرّوا من الموقع على دراجتين ناريتين عقب الحادث.
وأوضح متحدث باسم أمانة الأمن العام في مكسيكو سيتي أن كاميرات المراقبة في المنطقة تخضع حاليًا للتحليل لتحديد هوية الجناة المحتملين، فيما أُخطر مكتب المدعي العام لمباشرة الإجراءات الجنائية والفحوصات الطبية الشرعية اللازمة.
ولد فيدي دوركاز في مدينة مار ديل بلاتا الأرجنتينية على ساحل الأطلسي، وقضى جزءًا من طفولته في جزيرة مايوركا الإسبانية قبل أن ينتقل إلى المكسيك قبل عامين، في محاولة لتوسيع مشواره الفني كمغنٍّ صاعد. بدأ مشواره في عالم الأزياء، قبل أن يتحول إلى الغناء ويحقق انتشارًا سريعًا بفضل أغانيه اللاتينية التي لاقت رواجًا كبيرًا في أمريكا الجنوبية وخارجها. ومن أبرز أعماله أغنية “Cara Bonita” التي تعني “الوجه الجميل“، إلى جانب دويتو ناجح بعنوان “Moka” أدّاه مع شريكته ماريانا أفيلّا.
مجلة “رولينغ ستون” وصفت صعوده في عددها الصادر في مايو الماضي بأنه “نموذج لصعود نجم لاتيني جديد يعيد تعريف موسيقى البوب اللاتينية عالميًا“، في إشارة إلى سرعة شهرته وانتشاره بين جمهور الشباب.
نشر برنامج “Hoy” التلفزيوني، الذي كان الفنان يستعد للمشاركة في موسمه الجديد، بيانًا رسميًا عبر حسابه على “إنستغرام” أكد فيه وفاته، وجاء فيه أن “أسرة البرنامج تنعى ببالغ الحزن رحيل زميلنا وصديقنا فيدي دوركاز، ونتشارك الألم مع عائلته ورفيقته ماريانا”. وأضاف البيان أن “ذكرى فيدي وشغفه بالفن سيبقيان مصدر إلهام دائم لفريق العمل“.
كما أعاد الحساب الرسمي للبرنامج نشر مقاطع من تدريباته الأخيرة داخل الاستوديو، وكتب تعليقًا جاء فيه: “شكرًا فيدي على طاقتك الإيجابية وحبك للحياة، ستبقى في قلوبنا دائمًا“.
أطلقت المؤثرة الفنزويلية ماريانا أفيلّا، التي يتابعها ملايين الأشخاص على “إنستغرام” و”تيك توك”، رسالة مؤثرة عبر منصة “إكس”، أرفقتها بمقطع من مقابلة تلفزيونية ظهر فيها شريكها الراحل يتحدث عن حبه الكبير لمكسيكو سيتي وحياته الجديدة فيها. وكتبت: “أحببتَ المكسيك بكل جوارحك، تمامًا كما أحبك كل من عرفك“.
وانهالت التعليقات الحزينة على منشورها من المعجبين والأصدقاء، حيث عبّر الكثيرون عن صدمتهم، وكتب أحدهم: “من المؤلم أن يفقد العالم فنانًا بهذه الإنسانية والموهبة”، بينما دعا آخر لأن “يمنحها الله القوة في هذا الوقت العصيب“.
استنفرت سلطات مكسيكو سيتي أجهزتها الأمنية لتعقب المهاجمين، وأعلنت أنها تراجع تسجيلات كاميرات المراقبة في عدة مناطق مجاورة لموقع الجريمة. وحتى مساء السبت، لم تُعلن الشرطة عن أي توقيفات في القضية، لكنها أكدت أن التحقيقات تسير بشكل مكثف.
ويُعد هذا الحادث حلقة جديدة في سلسلة من الجرائم التي طالت شخصيات مؤثرة في المكسيك خلال الأشهر الأخيرة، وأعادت تسليط الضوء على مخاطر العنف المسلح في البلاد، رغم الجهود الحكومية للحد من الجريمة المنظمة.
