
يرى خبراء أن حركة حماس لن تجعل المطالبة بالإفراج عن القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي خلال المراحل اللاحقة من اتفاق غزة، عقبة أمام استمرار تنفيذه. وأكد مسؤولون إسرائيليون أنه لن يتم الإفراج عن البرغوثي خلال المرحلة الأولى من تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، التي تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
وفي مقابل تمسك حماس بالإفراج عن البرغوثي باعتباره رمزًا فلسطينيًا، تُصر إسرائيل على عدم إطلاق سراحه ضمن الصفقة، لحرمان حماس من إنجاز سياسي ومعنوي. وقال المحلل السياسي إبراهيم الطهراوي، إن “إسرائيل برفضها الإفراج عن مروان البرغوثي وقادة الفصائل لا تريد منح حماس أي فرصة لتحسين موقفها أو مكافأتها بإطلاق سراح رموز قضوا عقودًا خلف القضبان”.
وأضاف لـ”إرم نيوز”، أن “حماس تهتم بالإفراج عن البرغوثي لأنه يعزز موقفها في الشارع، خاصة في ظل احتمالية غياب فرص أخرى لأسر جنود إسرائيليين ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين في المستقبل القريب”. وأشار المحلل الطهراوي إلى أن “حماس معنية بوقف الحرب ولن تعرقل مراحل الاتفاق بسبب هذه القضية كما حدث سابقًا”.
وبيّن أن أسباب رفض إسرائيل إطلاق سراح الأسير البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى الحالية، جاءت للأسباب نفسها، التي كانت في صفقة شاليط عام 2011، وصفقة تبادل الأسرى، التي جرت في شهر كانون الثاني/يناير الماضي.
وذكر أن “إسرائيل تعتبر البرغوثي مسؤولاً عن مقتل عدد من الإسرائيليين ومحكوم عليه بحوالي خمسة مؤبدات بتهمة قيادة عمليات ضد إسرائيليين، إضافة إلى رمزيته السياسية والشعبية الكبيرة في الشارع الفلسطيني، ويُعد الإفراج عنه دعمًا كبيرًا لحركة فتح.
وقال المختص بالشأن الفلسطيني عزام شعث، إن “إسرائيل تتعامل مع مروان البرغوثي ورفاقه، قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية، باعتبارهم رموزًا للإرهاب، لضلوعهم ومسؤولياتهم في أعمال المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وأضاف لـ”إرم نيوز، أن “الحكومة الإسرائيلية تتوخى الحذر، إذ تراعي التوازنات الداخلية ورفض التيار اليميني المتطرف، خاصة وزير الأمن بن غفير الذي يدير ملف الأسرى ويرفض إطلاق سراح البرغوثي خصوصًا”.
ورغم أهمية ملف الأسرى، يرى شعث أنه لن يشكل عقبة كبيرة أمام مفاوضات وقف إطلاق النار في مراحلها اللاحقة، حيث تركز حماس على قضايا نزع السلاح والتوافق على إدارة القطاع بعد الحرب، ووقف الحرب وضمان عدم استئنافها.
وقال إن “حماس ستحاول الضغط عبر الوسطاء خلال مفاوضات لاحقة للإفراج عنه مقابل التنازل عن قضايا أخرى أقل أهمية، إلا أن رفض إسرائيل سيؤدي إلى استبعاد كبار الأسرى من المفاوضات وتجاوز هذا الملف لإنجاح الخطة الأمريكية”
من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني ذو الفقار سويرجو، إن “العوائق المتعلقة بكبار الأسرى لن تكون جدّية أو سببًا في تفجير المفاوضات خلال مراحلها اللاحقة، نظرًا لضخامة الضغوط والمصالح الإقليمية والدولية”.
وأضاف لـ”إرم نيوز”: “إسرائيل تعتبر كبار الأسرى، مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ورقة تفاوض ثمينة لكنها مخاطرة لحكومتها اليمينية، ما سيدفعها لاستغلال المفاوض الفلسطيني للضغط والحصول على مزيد من التنازلات”.
وتوقع المحلل سويرجو أن تقبل إسرائيل لاحقًا بإطلاق سراح هؤلاء الأسرى إذا استطاعت تحقيق مكاسب أكبر، مضيفًا: “ربما تخطط لاغتيال بعضهم بعد الإفراج عنهم”.
ورجح أن “تستخدم إسرائيل ورقة الأسرى كوسيلة ضغط قوية لفرض تنازلات في ملفات أخرى مثل تسليم السلاح، الخروج من غزة، وفصل المفاوضات عن أي مطالب سياسية”.
إرم نيوز
