تصعيد غير مسبوق للقصف الإسرائيلي على إيران

شهد اليوم 11 للحرب بين إسرائيل وإيران تصعيدا غير مسبوق بين الطرفين، شمل قصفا إسرائيليا واسعا لمنشآت ومؤسسات إيرانية، شمل ست مطارات وسط وغرب إيران، فضلا عن استهداف مكثف للعاصمة طهران. في المقابل شنت إيران هجمات بعشرات الصواريخ على إسرائيل، أدت إلى تفعيل الإنذارات على كامل مساحة البلاد لأكثر من 30 دقيقة متتالية.

استهدف الطيران الإسرائيلي، منذ صباح الإثنين 23/6، عددا كبيرا من المنشآت والمواقع الإيرانية، في عدد من المناطق وسط وغرب إيران، فضلا عن ضرب مكثف لعدد من المواقع في العاصمة طهران. وحسب وسائل إعلام إيرانية، استهدف القصف الإسرائيلي جامعة طهران، ومبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وسجن إيفين في طهران، ومبنى وزارة الطاقة الإيرانية. كما استهدف الطيران الإسرائيلي منشأة فوردو النووية مجددا، التي تعرضت للقصف من قبل القوات الأمريكية قبل أيام.

في الإطار، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا أعلن فيه أنه “بناء على تعليمات رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، يشنّ جيش الدفاع الإسرائيلي في هذه اللحظات هجمات غير مسبوقة من حيث القوة ضد أهداف تابعة للنظام وأجهزة القمع الحكومية في قلب طهران“.

وأضاف البيان “من بين تلك الأهداف مقر الباسيج وسجن إيفين المخصص للمعتقلين السياسيين ومعارضي النظام، وساعة إبادة إسرائيل- في ساحة فلسطين، ومقرات الأمن الداخلي التابعة للحرس الثوري، ومقر الأيديولوجيا، وأهداف أخرى تابعة للنظام“. وأكد البيان أنه “سنواصل العمل من أجل حماية الجبهة الداخلية وهزيمة العدو حتى تحقيق جميع أهداف الحرب“.

وسائل إعلام إسرائيلية أفادت، نقلا عن الجيش الإسرائيلي، أنه في إطار القصف الجاري على العاصمة الإيرانية، تم استهداف ما يسمى “ثكنة ضباط طهران” التابعة للحرس الثوري الإيراني ودمرتها بالكامل. التقارير تتحدث عن مقتل المئات من جنود وضباط الحرس الثوري نتيجة القصف.

مراقبون اعتبروا أن حملة القصف الأخيرة، وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب مع إيران، تشي بأهداف أبعد من تلك التي أعلنت عنها تل أبيب مع بدايتها الحرب. فحسب التصريحات السابقة، تنحصر العمليات العسكرية الإسرائيلية بهدف واحد: تدمير المشروع النووي الإيراني، إلا أن التصريحات اللاحقة، وآخرها لزوجة نتنياهو سارة، توحي بأن الهدف الأكبر هو إسقاط النظام.

فبالنسبة للسيدة نتنياهو، في كلمة وجهتها ظهر الإثنين حول الحرب مع إيران، قالت إن القصف الإسرائيلي لإيران ليس ضد الشعب، بل ضد ما أسمته النظام الإسلامي وأدواته.

كما أن استهداف سجن إيفين في طهران، رافقه تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تدعي أنه جاء لمساعدة السجناء السياسيين في السجن على الهرب، وبالتالي الرهان على إحداث فوضى أمنية سياسية تجر الدولة الإيرانية إلى مواجهات في الشارع قد تسرع من تحقيق الهدف شبه المعلن” للإسرائيليين.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد نشر في وقت سابق مشاهد لعملية استهداف السجن على منصة إكس وقال بالإسبانية “تعيش الحرية“. كما استهدفت الغارات الإسرائيلية الاثنين شبكة الكهرباء في طهران، ما أدى إلى انقطاعها في بعض المناطق حول المدينة، وفق ما ذكرت وكالة فارس الإيرانية، التي أكدت أن خط توزيع الكهرباء في شمال طهران “تعرض لأضرار، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق“.

ولم ينحصر موضوع احتمال” إسقاط النظام بإسرائيل فقط، إذ كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تساءل بدوره عن ذلك الموضوع قائلا “ماذا لو سقط النظام؟“. وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال “ليس من الصوابية السياسية استخدام مصطلح تغيير النظام، ولكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزا عن جعل إيران عظيمة مجددا، فلم لا يكون هناك تغيير للنظام“.

وفي تعليقه حول الضربات الأمريكية قال ترامب “لحقت أضرار جسيمة بجميع المواقع النووية في إيران”، وكتب على تروث سوشيال “الضرر الأكبر وقع تحت مستوى سطح الأرض“.وكان الرئيس الجمهوري دعا إيران في وقت سابق إلى عدم القيام برد انتقامي وقال إن على الحكومة “أن تصنع السلام الآن” وإلا “ستكون الهجمات المستقبلية أكبر بكثير وأسهل بكثير“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *