المصاب بالفصام يسمع هلوسات مرعبة وأصوات غريبة

تخيل أن تعيش في عالم يرى فيه عقلك أشياء لا يراها أحد، وتسمع فيه أصواتا لا يسمعها غيرك. هذا هو واقع ملايين الأشخاص المصابين بالفصام. فما هو مرض الفصام أوالذهان؟ ما هي الهلوسات؟ هل المريض خطر على نفسه أو على الآخرين؟ ولماذا يبقى الفصام، رغم كل التقدم الطبي، موضوعاً مسكوتا عنه ومصدراً للتهميش والإقصاء؟ وهل من أمل في العلاج أو التعافي؟

ما هو مرض الفصام

مصطلح “فُصام” أو شيزوفرينيا جاء من كلمتين يونانيتين: “شيزو” وتعني انقسام، و”فرين” وتعني عقل. وقد يكون هذا الأصل اللغوي مسؤولاً جزئياً عن المفهوم الخاطئ المنتشر بأن الفُصام يعني “انقسام الشخصية“. يتميز الفصام باختلالات شديدة في طريقة نظر الشخص إلى الواقع وتغيرات تطرأ على سلوكه.

حسب منظمة الصحة العالمية يؤثر الفصام على 24 مليون شخص تقريباً أو على شخص واحد من كل 300 شخص (0.32%) في جميع أنحاء العالم. ويمثل هذا المعدل شخصاً واحداً من كل 222 شخصاً. وغالباً ما يبدأ في الظهور بأواخر مرحلة المراهقة وسن العشرينات، ويميل إلى الظهور في وقت مبكر بين صفوف الرجال أكثر من النساء.

 ما هي أعراض الفصام؟

.التوهُّمات 

.الهلاوس

.الحديث والإدراك غير المنظَّم

.السلوك الحركي غير المعتاد أو غير المنظَّم للغاية

الأعراض السلبية: الكلام المحدود وضعف الخبرات وعدم القدرة على التعبير عن العواطف

.الهياج الشديد أو بطء الحركات

وحسب منظمة الصحة العالمية يتعافى ثلث المصابين بانفصام الشخصية على الأقل من أعراض المرض تماماً. ويشهد بعض المصابين به تفاقماً في الأعراض أو تعافياً دورياً منها طوال حياتهم، فيما يشهد البعض الآخر تفاقماً تدريجياً في أعراضه بمرور الزمن.

ما هي أسباب المرض؟

لم تقف الأبحاث العلمية على سبب وحيد للإصابة بانفصام الشخصية، ويُعتقد أن الاضطراب ناجم عن تفاعل بين الجينات وطائفة من العوامل البيئية التي قد تسبّب انفصام الشخصية. وقد تؤثر أيضاً العوامل النفسية والاجتماعية على بداية ظهور الاضطراب والمسار الذي يتّخذه. كما يرتبط الإفراط في تعاطي القنب بزيادة خطورة الإصابة بهذا الاضطراب.

الفصام والعنف

في المخيلة الجمعية يرتبط مرض الفصام بالعنف وذلك عائد الى تصوير المريض في الأفلام بالقاتل المتسلسل، حوالي ثلث الشخصيات “المصابة بالفصام” في السينما يُصوَّرون كقتلة، حسب جمعية ناشطة في حقوق المصابين بالفصام، في فرنسا.

يقول الدكتور الفرنسي فيليب نوس أنه من المرجح أن يكون الأشخاص المصابون بالفصام ضحايا للعنف أكثر من كونهم جناة. وغالبًا ما يكونون هدفًا لسوء المعاملة أو الإساءة بسبب هشاشتهم

الفصام والوصمة الاجتماعية

يعدّ مرض الفصام معيقاً بشكل كبير وقد يؤثر على جميع مجالات الحياة، بما فيها الأداء الوظيفي الشخصي والأسري والاجتماعي والتعليمي والمهني. من الشائع أن يتعرض المصابون بانفصام الشخصية للوصم والتمييز وانتهاك حقوق الإنسان حسب منظمة الصحة العالمية. فأكثر من شخصين من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالذهان في العالم لا يحصلون على الرعاية المتخصّصة في مجال الصحة النفسية. ناهيك عن الكثير من المعتقدات الخاطئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *