حقيقة اغتيالات قادة وجنرالات ايران

شهدت إيران الجمعة 13 مايو/حزيران 2025 حدثين متداخلين، وهما اغتيال القائد الأعلى للحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، في غارة جوية إسرائيلية؛ وتعيين العميد أحمد وهيدي قائدًا مؤقتًا، بقرار مباشر من المرشد علي خامنئي، في محاولة لتهدئة الرأي العام وتثبيت تماسك المؤسسة العسكرية.

  • الميلاد والنشأة: وُلد عام 1960 في Golpayegan بمحافظة أصفهان. درس الهندسة الميكانيكية في جامعة العلوم والتكنولوجيا وأكمل بعد ذلك ماجستير في إدارة الدفاع.
  • بداياته العسكرية: التحق بالحرس الثوري في 1980 فور اندلاع الحرب مع العراق، وبرز في صفوف قوة Karbala وفوج الإمام الحسين، ثم في قيادة القوة الجوية للحرس.
  • قيادته للحرس: عينه خامنئي قائدًا عامًا للحرس في 21 أبريل/نيسان 2019، ليصل إلى أعلى سلطة عسكرية.
  • سيرته وشخصيته: كان سلامي معروفًا بخطبه التي تطالب “بإبادة الكيان الصهيونيوتهديد الولايات المتحدة. وقف شخصيًا وراء تطوير سلاح الصواريخ وانتشار قوة القدس في سوريا ولبنان.
  • مقتله: يُعتقد أنه قتل في مقر قيادته بطهران ضمن غارة استهدفت أيضًا مواقع نووية في نطنز وقتلت كبار القادة والعلماء النوويين.
  •  

أحمد وهيدي “الرجل الاستخباراتي

  • الميلاد والتعليم: وُلد في 27 يوليو/حزيران 1958 في شيراز باسم أحمد شاهچراقي، وحصل على بكالوريوس الإلكترونيات وماجستير الهندسة الصناعية، ودكتوراه في الدراسات الاستراتيجية.
  • مسيرته بالحرس: التحق عام 1980 وتدرّج فيه، شغل منصب نائب الاستخبارات عام 1984، ثم قاد قوة القدس منذ 1988 حتى 1998. عرف بعمله في الخارج واليمن وسوريا.
  • المناصب الحكومية: عمل وزيرًا للدفاع (2009–2013) ووزير الداخلية (2021–2024)، وشغل منصب رئيس جامعة الدفاع الوطني. وهو عضو في مجلس “شورى مصلحت النظام” منذ 2012.
  • البصمات الدولية: متورّط في انفجار المركز اليهودي AMIA في بوينس آيرس (1994)، وله مذكرة حمراء من الإنتربول منذ 2007.
  • التعيين: أصدر خامنئي تعيينه قائدًا مؤقتًا للحرس الثوري، وسط تضخيم للرسالة الرسمية: “الاستقرار والمواجهة الحاسمة“.

رجلان ومنهجان 

رغم أنهما من المؤسسة ذاتها، فإنّ حسين سلامي وأحمد وهيدي يمثلان نمطين مختلفين من القيادة داخل الحرس الثوري. سلامي كان شخصية كاريزماتية صدامية، معروفًا بخطاباته النارية واستعراضه للقوة، خاصة فيما يتعلق بالصواريخ والردع الإقليمي، وقد مثّل واجهة التصعيد العلني مع الولايات المتحدة وإسرائيل. في المقابل، يُعد أحمد وهيدي رجل الاستخبارات الهادئ، عمل لسنوات في الظل داخل فيلق القدس، وتميّز بمسار إداري قوي جمع بين الأجهزة الأمنية والمناصب الوزارية الحساسة.

إذا كان سلامي يُجسّد الطابع التعبوي والرمزية الثورية الصلبة، فإن وهيدي يُقدّم صورة الحرس الأكثر تنظيمًا وواقعية في الداخل. ولهذا، يُنظر إلى تعيينه على أنه محاولة لضبط الإيقاع، وتفادي فراغ قد يهدد بنية النظام في لحظة حرجة.

ويرى مراقبون إيرانيون أن اغتيال الجنرال سلامي يشكل فقدانًا كبيرًا لطهران. بالمقابل، كان تعيين أحمد وهيدي سريعًا واستراتيجيًا، كخيار مؤسساتي يقود مرحلة ما بعد الضربة إلى مرحلة توازن. المرحلة المقبلة تحت راية وهيدي ستعكس خيار النظام بين التصعيد السريع وإخفاء القيادات مستقبلا، وقد يكون الاختيار حاسمًا بنبرة طهران المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *