إيران تجهّز لرد صاروخي كبير على إسرائيل

مع تصاعد مؤشرات المواجهة المحتملة في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 12 يونيو 2025، نقلًا عن مصادر إيرانية وغربية، أن طهران عقدت سلسلة اجتماعات رفيعة خلال الأيام الماضية ناقشت خلالها خيارات الرد العسكري في حال تعرضت منشآتها النووية أو بنيتها التحتية لهجوم إسرائيلي.

وصرح مسؤول إيراني، أن الاجتماع الذي ضم قيادات سياسية وعسكرية بارزة خلص إلى سيناريو رد فوري وشامل، يتمثل في إطلاق مئات الصواريخ الباليستية نحو أهداف داخل إسرائيل، بهدف توجيه رسالة ردع صريحة وتحقيق توازن رعب يمنع تكرار الضربات مستقبلًا.

بحسب التقرير، تتضمن الخطة الإيرانية توجيه ضربات إلى مواقع حيوية إسرائيلية، تشمل مراكز قيادة ومنشآت عسكرية واستراتيجية، على أن يتم التنفيذ خلال ساعات قليلة من وقوع أي هجوم. وتأتي هذه الاستعدادات وسط أجواء توتر إقليمي متزايد، تزامناً مع إجراءات أمريكية لتقليص وجودها العسكري والدبلوماسي في المنطقة.

وفي هذا السياق، قال الجنرال عزيز نصيرزاده، وزير الدفاع الإيراني، في تصريحات، الأربعاء، إن بلاده ستكبّد الولايات المتحدة “خسائر فادحة” إذا انهارت المحادثات النووية واندلعت الحرب، مضيفاً أن القواعد الأمريكية في المنطقة لن تكون بمأمن، وأن “أمريكا لن تتمكن من البقاء هنا إذا اشتعلت الحرب”.

تصريحات نصيرزاده تأتي بعد نحو 8 أشهر من الهجوم الصاروخي الإيراني في أكتوبر 2024، والذي استهدف مواقع إسرائيلية إبان الحرب على غزة، لكنه لم يسفر عن خسائر كبيرة بفعل اعتراضه من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية.

وبالتوازي مع التصعيد العسكري، شهدت الساحة الأمنية تطورا استخباراتيا، حيث أعلنت طهران قبل أيام أنها حصلت على “وثائق حساسة واستراتيجية” تتعلق بالأمن الإسرائيلي، بما في ذلك منشآت نووية، حسبما بثه التلفزيون الرسمي الإيراني.

بحسب البيان الإيراني، فإن أجهزة الاستخبارات في طهران تمكنت من الحصول على “آلاف الوثائق المتعلقة بمشاريع نووية إسرائيلية”، دون أن تُفصح عن تفاصيلها أو كيفية الاستحواذ عليها.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة، رغم غياب الدلائل المعلنة، تمثل تصعيدا في الحرب الاستخباراتية النفسية” الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتي شهدت خلال الأعوام الماضية مواجهات سيبرانية، واغتيالات، وضربات غير معلنة، خاصة في الساحة السورية. وفي حال صحت مزاعم طهران، فإنها تشكل ورقة ضغط حساسة قد تستخدم كتهديد مباشر للبنية النووية الإسرائيلية، في ذروة مرحلة تُنذر بانفجار إقليمي غير مسبوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *