أسطول حرية غزة ينقذ مهاجرين في عرض المتوسط

أنقذ طاقم سفينة «مادلين» التابعة لأسطول حرية غزة مهاجرين كانوا في محنة على متن قارب مطاطي يبعد أكثر من 100 كيلومتر عن السواحل الليبية. وكانت السفينة في طريقها من صقلية إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، وعلى متنها النائبة الأوروبية ريما حسن والناشطة غريتا ثونبرغ.

ووثّقت ريما حسن عملية الإنقاذ ببث مباشر على إنستغرام، أظهرت فيه المهاجرين بالماء. شارك زورق تابع لخفر السواحل الليبي في العملية، وسط مخاوف من إعادتهم إلى ليبيا رغم خطورة الوضع هناك. وقالت ريما إن الإعادة القسرية إلى بلد غير آمن تُعدّ انتهاكًا للقانون الدولي.

وانتقدت دعم الاتحاد الأوروبي لخفر السواحل الذين يمارسون الترحيل غير القانوني. وأشارت كتلة اليسار الأوروبي إلى أن الحادثة تكشف عن فشل سياسات الهجرة الأوروبية وصمتها تجاه مجازر غزة. وبمشاركة 12 ناشطا دوليًّا بينهم نواب، انطلقت السفينة مادلين من شواطئ إيطاليا متوجهة إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي الوحشي على القطاع وتوصيل مساعدات لسكان القطاع.

ومن على متن السفينة، وفي أثناء إبحارها بالبحر المتوسط، قالت النائبة الفرنسية بالبرلمان الأوروبي ريما حسن، إن السفينة وصلت مساء يوم الأربعاء إلى قرب المياه الإقليمية لليونان، وتتجه نحو غزة.

وأضافت في تصريحات لبرنامج «مدار الغد» أن النشطاء استيقظوا فجرا على صوت صافرات إنذار بالسفينة حيث علمنا أن هناك طائرات مسيرة تحوم حول سفينتنا، لا نعرف هل كانت تنوي الطائرات للمراقبة أم لقصفنا بالقنابل، ولكن على الجميع أن يعلم أننا مستمرون بالرغم من المخاطر. وتابعت بإصرار: «لست خائفة لأن إسرائيل لا تستحق أن نخاف منها».

وقالت ريما إن غزة بالنسبة لها وللنشطاء تعني أشياء كثيرة، واصفة ما يقوم به الاحتلال في غزة بأنه «معمل للشر ومرآة للإبادة»، و«مرآة للنفاق للدولي والعجز والجبن السياسيين». وتابعت: «غزة أيضا من جانب آخر مرآة للتضامن الإنساني، تدعمها شعوب العالم، وقررنا اقتحام الحصار لنقول للبشرية كلها نحن هنا ونرفض أن نبقى غير مكترثين بما يحدث بها».

البحرية الإسرائيلية تستعد لوصول السفينة «مادلين»

ومساء الإثنين الماضي، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن سلاح البحرية الإسرائيلي يستعد لوصول سفينة مادلين لكسر الحصار على قطاع غزة.

ونقلت إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يطبق الحصار البحري الأمني على غزة ومستعد لجميع السيناريوهات.

وقال تحالف أسطول الحرية، وهو منظمة دولية غير ربحية، إن إحدى سفنه غادرت ميناء كاتانيا الإيطالي، يوم الأحد، متجهة إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية بعد فشل محاولة سابقة بسبب هجوم بطائرتين مسيرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط.

وأبحر متطوعون منهم غريتا تونبرج، ناشطة مكافحة تغير المناخ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، على متن السفينة مادلين التي تحمل ما تصفها المنظمة بأنها «كميات محدودة لكن رمزية» من إمدادات الإغاثة. وتعرضت سفينة أخرى تابعة للمنظمة تدعى «كونشياس-الضمير العالمي» لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب المياه الإقليمية لمالطا في أوائل مايو/ أيار.

وقالت تونبرغ للصحفيين في مؤتمر صحفي قبل المغادرة: «نحن نفعل هذا لأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا، يتعين علينا الاستمرار في المحاولة لأن اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا».

وأضافت: «مهما كانت خطورة هذه المهمة، فإنها لا تقارن بخطورة صمت العالم أجمع في وجه الإبادة الجماعية للأرواح». وقال تحالف أسطول الحرية إن الرحلة «ليست عملًا خيريًّا، بل هي تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة».

وقالت الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن الوضع في قطاع غزة وصل لأسوأ مستوى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل 19 شهرا، بالرغم من استئناف المساعدات بكميات محدودة.

وأنهت إسرائيل، تحت ضغط عالمي متزايد، حصارا دام 11 أسبوعًا على القطاع، وهو ما سمح باستئناف عمليات محدودة تقودها الأمم المتحدة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *