الملك في خطاب العرش في أوتاوا: كندا قوية وحرة

افتتح الملك تشارلز الثالث، بدعوة من رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الدورة التشريعية الـ45 للبرلمان الكندي اليوم بإلقاء خطاب العرش. ويشكّل خطاب العرش برنامج عمل الحكومة ويحدد أولوياتها للدورة التشريعية، ويلقيه في العادة حاكم كندا العام، ممثلُ التاج. لكنّ رئيس الوزراء الليبرالي كان قد طلب من عاهلِ المملكة المتحدة، الذي هو أيضاً عاهل كندا ورئيس الدولة فيها بموجب الدستور الكندي، أن يقرأ الخطاب.

وهذه ثالث مرة على الإطلاق يفتتح فيها العاهل دورةً تشريعية في البرلمان الكندي، والمرة الأولى منذ قيام الملكة إليزابيث الثانية، والدة العاهل الحالي، بهذه المهمة عام 1977، بعد افتتاحها هي أيضاً الدورة التشريعية في تشرين الأول (أكتوبر) 1957.

واستهلّ تشارلز الثالث خطاب العرش الذي قرأه أمام أعضاء مجلسيْ العموم والشيوخ وقضاة محكمة كندا العليا وشخصيات أُخرى بالاعتراف بأنّ جميع الحضور ’’مجتمعون على أراضٍ غير متنازَل عنها تخصّ شعب الألغونكوين أنيشينابي‘‘ من سكان كندا الأصليين.

وأشار الملك البالغ من العمر 76 عاماً إلى أنّ هذه زيارته الـ20 إلى كندا ’’على مدى أكثر من نصف قرن‘‘، لكنّها الزيارة الأولى له إلى أوتاوا ’’بصفتي ملكاً‘‘.

وكما قلتُ من قبل: في كلّ مرة آتي فيها إلى كندا، يسري في دمي المزيد من كندا، ومنه مباشرة إلى قلبي.نقلا عن الملك تشارلز الثالث

كما أعرب الملك عن ’’إعجاب كبير بهوية كندا الفريدة، المعترف بها في جميع أنحاء العالم، لشجاعة كندا وتضحياتها في الدفاع عن القيم الوطنية، وبتنوّع الكنديين وطيبتهم‘‘.

ووجّه الملك الشكر للشعوب الأصلية.

’’إلى الأمم الأُوَل وشعب الإنويت والخلاسيين (Métis)، لقد رحبتم بي وبعائلتي في أراضيكم التقليدية بحفاوة وكرم ضيافة كبيريْن، وأنا ممتن لكم بكلّ تواضع‘‘، قال تشارلز الثالث.

وتعهّدت حكومة كارني في خطاب العرش الذي قرأه الملك باحترام حقوق السكان الأصليين وحماية البيئة.

كما وعَدَ رئيسُ الوزراء الليبرالي في خطاب العرش بإجراء تغييرات كبيرة وبوتيرة ثابتة من أجل الاستجابة لبيئةٍ اقتصادية شهدت تحولات عميقة جراء سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وجاء في الخطاب أنه ’’نظراً لوتيرة التغيير وحجم الفرص المتاحة، ستكون سرعة التنفيذ بالغة الأهمية‘‘.

ولتحقيق النمو الاقتصادي المنشود، ستوافق حكومة كارني على مشاريع ذات أهمية وطنية، من ضمنها مشاريع في مجال الطاقة، بعد إنجاز تقييمها في غضون عاميْن بدلاً من خمسة أعوام. ’’هذا (…) سيمكننا من أن نصبح قوة عظمى في مجال الطاقة الخضراء والطاقة التقليدية‘‘، كما جاء في خطاب العرش.

ووعدت الحكومة في خطاب العرش بحماية نظام إدارة العرض. وهذا النظام يحمي المنتجين الزراعيين، لاسيما في قطاع الألبان والدواجن، وتتمسك به بشكل خاص مقاطعة كيبيك.

’’ستَسترشد الحكومة في كافة إجراءاتها بانضباط مالي جديد: إنفاق أقلّ حتى يتمكن الكنديون من الاستثمار أكثر‘‘، تابع الملك في قراءته خطاب العرش.

ووعدت الحكومةُ بالإبقاء على التحويلات إلى المقاطعات والأقاليم وإلى الأفراد، مع ضمان تحقيق ميزانية متوازنة للإنفاق التشغيلي في غضون ثلاث سنوات.

كما تعهّدت باتخاذ إجراءات تؤدّي إلى ’’مضاعفة وتيرة البناء السكني‘‘ لمعالجة أزمة السكن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *