
قبل ساعات على انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات النووية في العاصمة الإيطالية روما بين الولايات المتحدة وإيران حثّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو العائد من باريس أوروبا على أن تقرر ما إذا كان مستعدة لإعادة فرض العقوبات على إيران، فيما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الواصل من موسكو إنه يشارك في المفاوضات رغم الشكوك بنيات الأميركيين، فيما اجتمع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قبل مغادرته العاصمة الفرنسي إلى العاصمة الإيطالية مع مسؤولين إسرائيليين.
ورأى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن على الدول الأوروبية أن تتخذ سريعا “قرارا مهما” بشأن “إعادة فرض العقوبات” على إيران، في تصريحات الجمعة عشية جولة ثانية من المباحثات بين واشطن وطهران بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وقال روبيو أثناء مغادرته مطار لوبورجيه قرب باريس عقب اجتماع مع نظراء أوروبيين، إن على هؤلاء “أن يتخذوا قرارا مهما قريبا جدا حول +آلية الزناد+، بشأن إعادة فرض العقوبات لأن إيران لا تفي بوضوح بالتزاماتها بموجب الاتفاق الحالي”.
وتسمح “آلية الزناد” التي نص عليها اتفاق 2015 حول الملف النووي الإيراني المبرم بإعادة فرض العقوبات الدولية في مجلس الأمن على طهران بحال مخالفتها بنود الاتفاق.
وهدف الاتفاق الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، لتخفيف العقوبات الغربية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من تطوير سلاح ذري.
وأضاف روبيو “علينا جميعا أن نتوقع أنهم على وشك تلقي تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى أن إيران لا تمتثل لواجباتها بل إنها قريبة بشكل خطير من حيازة السلاح النووي. أقرب من أي وقت مضى”.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الجمعة، عشية جولة ثانية من المحادثات مع الولايات المتحدة، إن إيران تعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية.
وأضاف عراقجي في مؤتمر صحفي بموسكو عقب محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “إذا أظهروا نوايا جدية ولم يقدموا مطالب غير واقعية فسيكون التوصل إلى اتفاقات أمرا ممكنا”.
وأوضح الوزير الإيراني أن بلاده لاحظت جدية من جانب الولايات المتحدة خلال الجولة الأولى من المحادثات التي عُقدت في سلطنة عمان الأسبوع الماضي. ومن المقرر عقد الجولة الثانية غدا السبت في روما.
وقال مسؤول إيراني بارز الجمعة إن إيران أبلغت الولايات المتحدة في محادثات الأسبوع الماضي أنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم لكنها تحتاج إلى ضمانات قوية بأن الرئيس دونالد ترامب لن يتخلى مرة أخرى عن الاتفاق النووي.
وفرض ترامب مجددا حملة “أقصى الضغوط” على طهران منذ فبراير شباط، وكان قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في 2018 خلال ولايته الأولى وعاود فرض عقوبات صارمة على إيران.
وفي السنوات الفاصلة بين ولايتي ترامب، تجاوزت طهران باطراد القيود المفروضة على برنامجها النووي بموجب اتفاق 2015، والتي كانت تهدف لجعل تطوير القنبلة الذرية أكثر صعوبة.
ولم يتمكن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي حاولت إدارته دون جدوى إعادة العمل بالاتفاق المبرم عام 2015، من تلبية طلب طهران الحصول على ضمانات بعدم تراجع أي إدارة أمريكية مستقبلية عن الاتفاق.
في حين قالت طهران وواشنطن إنهما عازمتان على مواصلة الدبلوماسية، فإن مواقفهما لا تزال متباعدة بشأن النزاع المستمر منذ أكثر من عقدين.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الخميس خلال زيارة لطهران أن الوقت ينفد للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.
وأضاف متوجها لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية “نحن في مرحلة حاسمة من هذه المفاوضات المهمة” موضحا “لدينا القليل من الوقت ولهذا السبب أنا هنا… لتسهيل هذه العملية”.
وتشتبه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل في أن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي وتنفي طهران هذه الاتهامات وتدافع عن حقها في الحصول على الطاقة النووية لأغراض مدنية وخاصة الطاقة.
وأبرم الاتفاق عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا) بالإضافة إلى ألمانيا.