
أثارت اكتشافات أثرية جديدة حيرة شديدة بين العلماء تجاه ما هو مدفون تحت الأهرام في منطقة الجيزة بمصر، لا سيما بعد أن استطاع علماء آثار بواسطة أدوات جديدة، تقييم المنطقة الموجودة أسفل المقبرة الغربية الواقعة بجوار هرم خوفو، ما دعاهم للقطع بأن هناك شيئاً غريباً، غير مكتشف لا يزال مدفوناً تحت طبقات الأرض
لماذا تظل الأهرام المصرية هدفاً ثابتاً ودائماً للكثير من التنظيرات، وليس النظريات العلمية، حول نشأتها ومن قام على بنائها، وما يوجد بداخلها، وربما ما هو قائم وكامن أسفلها؟
الجواب ببساطة، يدور حول عدم مقدرة البشر حتى الساعة، وعلى رغم التقدم العلمي والتكنولوجي المبهر، على فك شفرات هذا البناء، ومعرفة كافة أسراره، أو على الأقل الجزء اليسير منها والموصول بطريقة البناء والغرض الرئيس منه، وهل هو مقبرة للملك المصري القديم خوفو، أم أن له أغراضاً أخرى اختلف من حولها المفسرون، فمنهم من قال إنه مولد طاقة عالمي، كما العالم الصربي نيكولا تسلا، ومنهم من ذهب إلى تأويل وجوده كحلقة وصل بين ما قبل الطوفان وما بعده، وأن أسرار الكون مخبأة في داخله، لا سيما أن الكثير من غرفه لم يكشف عنها بعد.
في شهر مايو (أيار) المنصرم، أثارت اكتشافات أثرية جديدة حيرة شديدة بين العلماء تجاه ما هو مدفون تحت الأهرام في منطقة الجيزة بمصر، لا سيما بعد أن استطاع علماء آثار بواسطة أدوات جديدة، تقييم المنطقة الموجودة أسفل المقبرة الغربية الواقعة بجوار هرم خوفو، ما دعاهم للقطع بأن هناك شيئاً غريباً، غير مكتشف لا يزال مدفوناً تحت طبقات الأرض.
في ذلك الوقت قال فريق بحث أوروبي من أكثر من دولة إن هناك زوجاً من الهياكل تحت الأرض في تلك المنطقة ذات التاريخ العريق، معتمدين في بحثهم على أدوات حديثة مثل الرادار المخترق لجوف الأرض.
وقتها قال الباحثون إن أحد الهيكلين المكتشفين يقع في منطقة ضحلة، في حين وجد الآخر في منطقة عميقة أسفل مقبرة ملكية، مشيرين إلى أن المقبرة توجد بالقرب من الهرم الأكبر الذي يبلغ عمره 4500 عام.
هل كان هذا البحث هو المقدمة الطبيعية لما سيعلن عنه لاحقاً من وجود مدينة ضخمة بأكملها، قائمة منذ زمان وزمانين تحت سطح أهرام الجيزة؟ وهل يمكن لمثل هذا الاكتشاف إن كان صادقاً أن يحل الكثير من الألغاز التاريخية الخاصة بهذا الأثر الإنساني غير المسبوق في تاريخ الخليقة حتى الساعة؟ أم أننا أمام رغبات شهرة، وباحثين هواة؟
نيكولا تسلا كان يعتقد أن أهرامات الجيزة هي مولد للطاقة (غيتي)
القصة بدأت أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، بعد دراسة جديدة عن الأهرام، زعم فيها باحثون من إيطاليا واسكتلندا وجود “مدينة ضخمة تحت الأرض” تمتد على عمق 6500 قدم تحت أهرام الجيزة، أي أكبر بعشر مرات من الأهرام نفسها.
يستند هذا الادعاء على استخدام أجهزة الرادار النبضي الذي زعم هؤلاء أنه تم استخدامه لإنشاء صور عالية الدقة في أعماق الأرض تحت الهياكل بنفس الطريقة التي يستخدم بها رادار السونار لرسم خرائط أعماق المحيطات.
الدراسة المزعومة، التي لم تتم مراجعتها من خبراء مستقلين، تدعي وجود ثمانية هياكل أسطوانية عمودية على مسافة 2100 قدم تحت الهرم، بالإضافة إلى هياكل إضافية غير معروفة على عمق 4000 قدم.
ووصف بيان صحافي النتائج بأنها مبتكرة، وأنه إذا ثبتت صحتها، فقد تعيد كتابة تاريخ مصر القديمة.
تقول المتحدثة باسم المشروع نيكول سيكولوم في مؤتمر صحافي عقد في 15 مارس الماضي نقلته صحيفة “ذا صن”: “لقد أعادت هذه الدراسة الرائدة تعريف حدود تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية والاستكشاف الأثري”.