إيلون ماسك يتربع على عرش قائمة فوربس لأثرياء العالم 2025

استعاد إيلون ماسك المركز الأول في قائمة فوربس لأثرياء العالم لعام 2025، بعد احتلاله المركز الثاني خلال العامين الماضيين، في عام شهد تعزيز نفوذه السياسي.

ويصل صافي ثروة رجل الأعمال البالغ من العمر 53 عاما، والذي برز سياسيا باعتباره أحد أقرب مستشاري الرئيس دونالد ترامب، إلى 342 مليار دولار، بتاريخ 7 مارس/آذار، عندما قامت فوربس بإحصاء صافي ثروات القائمة، ما يجعله ليس فقط أغنى شخص في العالم، بل أغنى شخص تتبع فوربس ثروته على الإطلاق.

وتقدم ماسك بفارق 126 مليار دولار على ثاني أغنى شخص، وهو مؤسس ميتا مارك زوكربيرغ (صافي ثروته المقدرة: 216 مليار دولار)، وهي فجوة تفوق صافي ثروة بيل غيتس بأكملها، وتساوي تقريبًا القيمة السوقية لشركة سبوتيفاي، فيما بلغت ثروة برنارد أرنو، الذي كان متربعاً في المركز الأول العامين الماضيين، نصف ثروة ماسك تقريباً (178 مليار دولار).

نمو هائل

منذ تصنيف العام الماضي، نمت ثروة ماسك بنسبة 75%، أي ما يعادل 147 مليار دولار. وارتفعت قيمة جميع أصول ماسك الكبرى، بما في ذلك تيسلا، التي قفزت قيمتها بواقع 90% بين ليلة الانتخابات ونهاية ديسمبر/كانون الأول قبل انهيارها، بينما صعدت قيمتها بنسبة 50% منذ قائمة العام الماضي، في حين أصبحت سبيس إكس حالياً أكثر أصول ماسك قيمةً وذلك لأول مرة منذ خمس سنوات.

تبلغ قيمة شركة الصواريخ والأقمار الصناعية 350 مليار دولار، أي ما يقارب ضعف قيمتها عن العام الماضي، ويمتلك ماسك ما يُقدر بـ 42% من سبيس إكس و13% من تيسلا.

جمعت شركة ماسك للذكاء الصناعي xAI 6 مليارات دولار من مستثمرين خاصين، لتصل قيمتها إلى 50 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الأول، أي ضعف قيمتها قبل ستة أشهر.

من جهة أُخرى، أظهرت شركة التواصل الاجتماعي X بوادر انتعاش، وإن كان ذلك بفضل الدعم المالي الكبير الذي يقدمه ماسك؛ إذ أعلن ماسك يوم الجمعة الماضي، أن xAI ستستحوذ على X في صفقة أسهم كاملة، قُدّرت قيمتها الإجمالية بـ 45 مليار دولار (33 مليار دولار من الأسهم بالإضافة إلى 12 مليار دولار من الديون)، أي أكثر بمليار دولار مما دفعه ماسك لشراء تويتر في عام 2022.

وقدرت الصفقة قيمة شركة xAI بنحو 80 مليار دولار، بزيادة قدرها 30 مليار دولار عن قيمتها قبل ثلاثة أشهر فقط، ما يرفع القيمة الإجمالية لشركة xAI المدمجة حديثًا إلى 113 مليار دولار.

المرة الرابعة عشر

تُعد هذه هي المرة الرابعة عشر على التوالي لظهور ماسك في قائمة فوربس السنوية لأثرياء العالم. كان أول ظهور له عام 2012 بثروة صافية تُقدر بملياري دولار.

آنذاك، قُدّرت قيمة سبيس إكس بـ 1.8 مليار دولار فقط، بينما كانت القيمة السوقية لشركة تيسلا أقل من 4 مليارات دولار. ونمت ثروة ماسك بوتيرة بطيئة ولكن ثابتة من 12 مليار دولار إلى 25 مليار دولار، من 2015 وحتى أوائل 2020.

وخلال جائحة كوفيد، قفزت أسهم تيسلا، مدفوعةً بارتفاع أسهم الميم إلى مستوى قياسي. وبلغت ثروة ماسك الصافية 151 مليار دولار في قائمة 2021، ثم 219 مليار دولار بعد سنة.

النفوذ السياسي

استغل ماسك ازدياد ثروته ليصبح لاعبًا سياسيًا مؤثرًا، فكان أكبر متبرع لحملة ترامب، إذ أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار خلال دورة انتخابات 2024، محوّلًا شركة X إلى بوقٍ مؤيدٍ لشعار حملة ترامب “لنجعل أمريكا عظيمةً مرة أخرى”.

وأتت هذه الخطوة بثمارها بشكل كبير حيث أصبح أول شخص على الإطلاق تتجاوز ثروته 400 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول، عندما وصلت القيمة السوقية لشركة تيسلا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 1.5 تريليون دولار.

وبصفته كبير مستشاري ترامب ورئيس وزارة كفاءة الحكومة الجديدة، مارس ماسك سلطاتٍ واسعةً على الحكومة الفيدرالية، بما في ذلك بطرقٍ يبدو أنها أفادت أعماله. وتشير التقارير إلى أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي تُديرها سبيس إكس، ستارلينك، على وشك الحصول على عقدٍ بقيمة 2.4 مليار دولار مع إدارة الطيران الفيدرالية.

فضلاً عن ذلك، كانت وزارة الخارجية الأميركية تخطط لشراء مركبات مدرعة من طراز تيسلا بقيمة 400 مليون دولار في سبتمبر/أيلول، وفقًا لوثيقة عامة، قبل أن تتراجع على ما يبدو وسط احتجاجات عامة.

بيد أن أغنى شخص في العالم لا يظهر أي بوادر على تراجع انخراطه السياسي. ففي نهاية الأسبوع الماضي، كان في ويسكونسن مستغلاً أمواله في محاولة للتأثير على انتخابات المحكمة العليا في الولاية. ويوم الأحد، قدّم ماسك شيكات بقيمة مليون دولار لشخصين كانا قد أدليا بصوتيهما بالفعل. وأنفق ماسك والمجموعات المتحالفة معه 20 مليون دولار للتأثير على الانتخابات.

قد يكون ماسك أغنى رجل في العالم، إلا أنه لا يزال يُركز على جرم سماوي مختلف تمامًا وهو المريخ. في خطاب تنصيبه، تعهد ترامب بإرسال رواد فضاء أميركيين إلى الكوكب الأحمر، أو كما صرّح ماسك لاحقًا “سنأخذ وزارة كفاءة الحكومة إلى المريخ”.

ترجمة: هدير عاطف

المصدر: فوربس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *