عادل حمودة واهانة البابا شنودة: كيف حدث ذلك؟

بقلم: وجيه فلبرماير

في غلاف عدد روز اليوسف رقم 3606 بتاريخ 21 يوليو 1997 نشر عادل حمودة رئيس تحرير المجلة صورة للبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الارثوذكسية على الدولار الامريكي وعلى الناحية اليمين صورة كنيسة واليسار رمز المعونة الامريكية، وخصص اكثر من 6 صفحات يهاجم فيها البابا شنودة والاقباط مستخدماً “الصبي بتاعه” أسامة سلامة، الذي لم يهين البابا فقط بل كتب كلمات هجومية وقحة ضد مسيحي مصر وقال “أن اليهود يستخدمون الأقباط للتغطية على كارثة دينية بينهم” وكأنه اراد ان يصور البابا بهذه الصورة على انه عميل لأمريكا وللدولار وان اقباط المهجر هم السبب في تهديد امريكا بقطع المعونة الامريكية عن مصر.

يظن البعض ان عادل حمودة صحفي مخضرم او يساري ليبرالي ولكن هذا غير صحيح بل هو صحفي يمينى متشدد حتى النخاع وكان الذراع القذرة التى يستخدمها الوزير عراب الدعارة صفوت الشريف وكان هدف صفوت الشريف من تعيين عادل حمودة رئيسا لتحرير مجلة روز اليوسف هو تصفية شخصيات بعينها في عالم الصحافة ومبنى ماسبيرو.

بمعنى اصح كان عادل حمودة مجند من صفوت الشريف لتنفيذ سياسة “قذرة” تمت بالتوافق بين مبارك ووزيره الفاسد ، الذي من المؤكد لن يلوث يديه بنفسه،  تاركا امثال عادل حمودة بهذه المهام “الوسخة” وعلاقة صفوت الشريف بعادل حمودة منذ ان عينه رئيس تحرير الى ان تم طرده من رئاسة التحرير لها قصة طويلة ، مجال ذكرها ليس الآن.

عادل حمودة كون مدرسة من احقر مدارس الصحافة في تاريخ مصر وجميع ابطال هذه المدرسة لهم تاريخ اسود ، وائل الابراشي وابراهيم عيسى ومحمد هاني وعبد الله كمال ومحمد الباز واسامة سلامة وغيرهم.

كانت هذه المدرسة لها موقف معادي تماماً للكنيسة القبطية الارثوذكسية والاقباط عامة بل وكانت هذه المدرسة تكره البابا شنودة الثالث كراهية شديدة، ووراء ذلك اتفاقية بين ثلاثي مبارك وصفوت الشريف وعادل حمودة ، وهي اتفاقيةغير مكتوبة ، تفتح النار ضد البابا شنودة واقباط المهجر لتلقينهم درس قاسي اعتقاداً منهم ان اقباط المهجر يتم استخدامهم كورقة ضغط على مبارك لمنع المعونة الامريكية.

عادة كان الصحفي المسئول عن شئون الاقباط وحوارات البابا شنودة في مجلة روز اليوسف قبل ان يتم تعيين عادل حموده رئيساً للتحرير هو الاستاذ يوسف هلال فوزي، وكان له موقف معتدل ومؤيد للبابا والكنيسة، وهو صحفي ماهر واغلب موضوعاته كانت تزين غلاف المجلة، لكن عادل حمودة كان له حسابات اخرى، كان يريد الاطاحة بيوسف هلال بطريقة لاتكشف مخططه في انه يرتب ان يستخدم سياسة همجية ديماجوجية ضد البابا والكنيسة واقباط المهجر.

ماذا فعل عادل حمودة؟ هو كان يجهز الصبي بتاعه أسامة سلامة ويعده لمهمة الهجوم على البابا واقباط المهجر، ولكنه لو فعل ذلك في صورة اوامر كان سينكشف امره وتهتز صورته امام اسرة التحرير، فعقد اجتماع مع المحررين وكان يوسف هلال حاضر لهذا الاجتماع وخرج عادل حمودة على الحاضرين بقنبلة نسف بها يوسف هلال، اتهمه امام الجميع بانه يعمل في صالح صحف ومجلات اخرى وانه ينقل اسرار روزاليوسف للخارج، وكان اتهام ظالم وكاذب وحاول يوسف ان يدافع عن نفسه لكن بلا جدوى حيث ان الحاضرين نظروا له نظرة ارتياب ولم يرد احداً من زملاءه الدفاع عنه ومنذ تلك اللحظة وكل مايكتبه الصحفي يوسف هلال يتم وضعه داخل الادراج بدون نشر وبذلك انتقل امر الكنيسة والبابا الى الصحفي أسامة سلامة.

اهتم عادل حمودة في سياسته مع الاقباط بالنقد اللاذع للبابا شنودة وابراز شخصية متى المسكين لانه يعلم جيداً ان هناك خلافات عميقة بين متى المسكين والبابا، بل فتح ابواب المجلة على مصراعيها لكل معارضي واعداء البابا امثال كمال زاخر والقس عبد السيد وجمال اسعد وغيرهم ، في هذا الوقت بالذات كان اقباط  سويسرا واقباط امريكا لوبي قوي يؤثر على السياسيين في اوروبا وامريكا وكان مبارك يظن ان البابا هو من يشجع اقباط المهجر على ذلك فقام باستخدام وزيره صفوت الشريف الذي بدوره استخدم عادل حمودة بنشر مثل هذه الصور المهينة للبابا وكأنه عميل لامريكا، حتى يتم ارغام البابا على اسكات اقباط المهجر وايقاف نشاطهم.

وكما هو معروف ان البابا شنودة رجل صلاة وتجاهل هذه الصورة ولم يعترض رغم انها كانت صورة في منتهى الوقاحة، ولكن الأسوأ من ذلك ان الكنيسة والبابا فقدوا صديقاً داخل المجلة وهو الاستاذ يوسف هلال وحل محله عدو لدود الذي كان على الدوام يهاجم البابا والاساقفة والكنيسة الا وهو اسامة سلامة وكل ذلك كان يتم برضا مبارك ووزيره صفوت الشريف.

ولكن مافعله “عادل حمودة” بالصحفي يوسف هلال .. ارتد اليه بعد سنوات ، حيث قرر مبارك طرده من المجلة حتى ان عادل حمودة نفسه قال “شعرت بالاهانة” عندما تجاهل رئيس مجلس الادارة محمود التهامى مؤامرة التخلص منى قائلا إننى نقلت نشاطى للأهرام وكأننى كنت أقف بعربة كبدة أمام “روزاليوسف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *