
فور الإعلان يوم الاثنين 31 مارس/آذار عن إدانة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان بالسجن أربع سنوات، منها سنتان نافذتان، وفقدان الأهلية لخوض الانتخابات، تعالت أصوات التنديد تحديدا في أوساط اليمين المتطرف الأوروبي. وبين ردود الفعل المرتقبة وأخرى غير متوقعة، إليكم أبرز التعليقات. في أول رد فعل على الإدانة، اعتبر رئيس حزب “التجمع الوطني” جوردان بارديلا، أن الحكم الصادر ضد مارين لوبان لا يستهدفها وحدها، بل يمثل “إعداما للديمقراطية الفرنسية”، وفق تعبيره في منشور على منصة “إكس”.
من جانبه، تساءل إريك سيوتي عما إذا كانت فرنسا لا تزال ديمقراطية، منددا بما وصفه بـ”المؤامرة القضائية”. أما لوران فوكييه، رئيس حزب “الجمهوريين” (Les Républicains)، فقد رأى أنه “ليس من الطبيعي في ديمقراطية أن يمنع منتخب من الترشح للانتخابات”.
في المقابل، شددت مارين توندولييه، الأمينة الوطنية لحزب الخضر(EELV)، على أن لوبان “يجب أن تدفع ثمن أخطائها” مثل أي مواطن آخر، مضيفة “عندما نطالب الآخرين بالنزاهة، علينا أن نكون قدوة أولا”.
La justice est la même pour tout le monde.
Sa remise en cause par des politiques qui prétendent aux plus hautes responsabilités est gravissime et dit beaucoup du peu de cas qu’ils font de l’État de droit. https://t.co/38qETSUjDm— Marine Tondelier (@marinetondelier) March 31, 2025
بدوره، أكد النائب عن حزب “فرنسا الأبية” مانويل بومبار، أن المواجهة مع اليمين المتطرف ستحسم عبر صناديق الاقتراع، بغض النظر عن مرشحهم المقبل.
يذكر أن قرار القضاء الفرنسي بحرمان لوبان من الأهلية السياسية لمدة خمس سنوات يبدد فرصها في خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027، بعدما كانت المرشحة الأوفر حظا للفوز، لا سيما بعد ثلاث محاولات سابقة فاشلة، وفي ظل تنامي شعبية اليمين واليمين المتطرف في البلاد.
الكرملين وماسك على الخط نفسه
خارج فرنسا، لم تتأخر ردود الفعل. في موسكو، وصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الحكم ضد مارين لوبان بأنه جزء من “انتهاك متزايد للمعايير الديمقراطية” في العواصم الأوروبية. وأضاف “ملاحظاتنا لما يجري هناك تظهر غياب أي تردد في تجاوز إطار الديمقراطية خلال العمليات السياسية”.
من جانبه، اعتبر الملياردير إيلون ماسك، المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن منع لوبان من الترشح “سيأتي بنتائج عكسية”، واصفا إدانتها بأنها “استغلال غير منصف للنظام القضائي”.
ترامب… يعرف أم لا؟
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فشبه الحكم ضد لوبان بالملاحقات القضائية التي تعرض لها شخصيا في الولايات المتحدة. وقال للصحفيين في البيت الأبيض “هذه قضية كبيرة، قضية ضخمة جدا. أنا على دراية كاملة بها. كثيرون لم يعتقدوا أنها ستُدان”.
لكن بعد لحظات، عاد ليضيف بتردد “لا أعرف ما إذا كان الحكم مرتبطا بذلك، لكنها منعت من الترشح لمدة خمس سنوات، رغم أنها المرشحة الأبرز”. ثم ختم بالقول “هذا يشبه ما يحدث في بلدنا. التشابه كبير جدا”.
أصدقاء لوبان الأوروبيون يصرخون: “أنا مارين!”
دفعت إدانة مارين لوبان قادة اليمين المتطرف في أوروبا إلى تصعيد خطابهم والدعوة إلى مواصلة النضال.
في المجر، كتب رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان على منصة “إكس”: “أنا مارين!”، معتبرا أن لوبان تنضم إلى صفوف “الوطنيين” الذين وقعوا ضحية “مؤامرات”.
Je suis Marine! @MLP_officiel
— Orbán Viktor (@PM_ViktorOrban) March 31, 2025
أما نائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني، فقد وصف الحكم بأنه “إعلان حرب من بروكسل”، مشيرا إلى أن “من يخشى حكم الناخبين يلجأ إلى المحاكم”. وأضاف موجها حديثه إلى لوبان “يجب ألا نشعر بالترهيب، يجب أن نمضي قدما، يا صديقتي!”
#JeSoutiensMarine@MLP_officiel pic.twitter.com/RtQM3ov0pP
— Matteo Salvini (@matteosalvinimi) March 31, 2025
وفي إسبانيا، حذر زعيم حزب “فوكس” اليميني المتطرف سانتياغو أباسكال، من أن “محاولاتهم لإسكات صوت الشعب الفرنسي لن تنجح”.
أما في هولندا، فقد أعرب زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز، عن “صدمته” من الحكم الذي وصفه بأنه “قاس بشكل لا يصدق”، معربا عن قناعته بأن “لوبان ستكسب الاستئناف وستصبح رئيسة لفرنسا”.