
إلى العراق، أعلنت القيادة العسكرية العراقية المشتركة شن غارات مكثفة ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار غرب البلاد على الحدود مع سوريا.. هذا في الوقت الذي حذرت فيه مستشارية الأمن القومي العراقي من تحركات للتنظيم في سوريا نحو الأراضي العراقية.. لمتابعة هذه التطورات الأمنية معنا مراسلنا في بغداد باسل محمد.كانت هناك غارات من الجانب العراقي وضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، هذه الغارات تم تنفيذها بمقاتلات إف 16 وأيضاً جاءت نتيجة لمجهود استخباراتي مكثف بين الجانب العراقي ودول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
هذه الغارات جرت بالتحديد في صحراء محافظة الأنبار غرب البلاد باتجاه الحدود مع سورية. هذه الصحراء هي منطقة استراتيجية لتنظيم الدولة الإسلامية يستخدمها التنظيم للتنقل من سوريا إلى العراق وبالعكس. وأيضا يجب التذكير بأن هذه المنطقة تم فيها قتل الرجل الثاني في تنظيم الدولة الإسلامية منذ نحو أسبوعين. وأشار بيان القيادة العسكرية العراقية إلى أن حصيلة هذه الغارات الجديدة أسفرت عن مقتل ثلاث من قيادات عناصر التنظيم.
مصدر هذه التحذيرات هي مستشارية الأمن القومي العراقي ولجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، وبالتحديد لجنة الأمن والدفاع في البرلمان. وأشارت إلى أن هذه التحذيرات استندت إلى معلومات استخباراتية بأن التنظيم يتبع إستراتيجية منذ أسابيع لنقل جزء مهم من عناصره من سوريا باتجاه العراق، وبالتحديد باتجاه منطقة صحراء الأنبار، وهي صحراء ممتدة باتجاه صحراء بادية الشام داخل سوريا.
وكانت هناك رؤية للجنة الأمن والدفاع بالنسبة لتقييم وضع تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت اللجنة إن وضع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا هو في وضع مريح لسببين:
السبب الأول هو أن التنظيم نجح في الاستيلاء على أسلحة كثيرة وحديثة من الجيش السوري السابق والأجهزة الأمنية السورية السابقة عندما سقط النظام السوري، وكما حصل على أراض جديدة.
والنقطة والسبب الثاني الأخطر بالنسبة لتقييم الأجهزة الأمنية في بغداد، هو أن التنظيم يستثمر الظروف التي تعيشها سورية والظروف الاستثنائية لتجنيد المزيد من العناصر، وبالفعل يبدو أنه نجح في تجنيد عناصر كثيرة، وهو بالتالي يقوم بنقل جزء من هذه العناصر إلى داخل العراق.
ويجب الإشارة أيضا بالنسبة لتقييم لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إلى أن وجود الرجل الثاني في التنظيم أبو خديجة، واسمه عبدالله الرفيعي، الذي اغتيل قبل أسبوعين على يد غارات عراقية وغارات من التحالف الدولي وجوده في هذه المنطقة هي مؤشر خطير، لأن الرجل كان موجودا داخل سورية، وبالتالي انتقاله إلى العراق هو مؤشر خطير بأن التنظيم يتبع استراتيجية لشن هجمات ضد القوات العراقية وتهديد أمن المدن والبلدات العراقية.
استنادا إلى وزارة الدفاع العراقية منذ سقوط النظام السوري السابق، في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، تكثفت الاتصالات والمحادثات والتعاون الأمني بين العراق ودول التحالف الدولي لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية.
هناك قلق عراقي من نشاط التنظيم في سورية، وأيضا قلق التحالف الدولي من نشاط التنظيم داخل سورية وتأثير ذلك السلبي على العراق. نشهد الآن عودة زخم التعاون الأمني بين التحالف الدولي والجانب العراقي مما له من تأثير إيجابي على الأجواء السياسية. كما أن هناك ضغوط أمريكية على الجانب العراقي بالنسبة للعلاقات العراقية الإيرانية.