مصرع 18 مهاجرا على الأقل وإنقاذ أكثر من 600 آخرين قبالة تونس

أعلن الحرس الوطني التونسي إنقاذ 612 مهاجرا من دول جنوب الصحراء الكبرى أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا، ​​خلال ليلة الأحد إلى الاثنين. كما تم انتشال 18 جثة من البحر، من بينها جثث أطفال. في مأساة جديدة وقعت قبالة السواحل التونسية، في ليلة الأحد 16 إلى 17 آذار/مارس، تم اعتراض 612 مهاجراً من جنوب الصحراء الكبرى في البحر الأبيض المتوسط، بينما ​​كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا، وتمت إعادتهم إلى البر. فيما عثرت السلطات على 18 جثة، بعضها تعود لأطفال.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها خفر السواحل التابع للحرس الوطني أشخاصا منهكين، يحملون أحيانا عوامات سوداء كبيرة، ومن بينهم نساء وأطفال، ويبدو بعضهم ميتا. وتظهر في اللقطات جثة واحدة على الأقل تطفو في البحر، ورجال ونساء وأطفال في محنة شديدة على متن قارب أكبر، وآخرون يحاولون السباحة نحو سفينة خفر السواحل. وتظهر الصور أيضا امرأة تكافح لرفع طفل جامد، يبدو بلا حياة، إلى السفينة البحرية، بالإضافة إلى مهاجرين آخرين تم إنقاذهم، وهم منهكون تماما، يشربون الماء الذي أعطتهم إياه القوات التونسية.

وقالت قيادة الحرس الوطني في بيان نشر أمس الاثنين، إن وحدات الحرس البحري في وسط البلاد “نجحت في إحباط عدة محاولات منفصلة للوصول سرا إلى الأراضي الأوروبية”. إلى جانب ليبيا، أصبحت تونس في السنوات الأخيرة نقطة المغادرة الرئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين الساعين إلى الوصول إلى أوروبا، حيث يبعد ساحلها في بعض الأماكن أقل من 150 كيلومتراً عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

ويعيش آلاف المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى (ما بين 20 ألفاً و25 ألف مهاجر وفقا لمصادر إنسانية) منذ أشهر متكدسين في مخيمات عشوائية بلا مياه شرب أو صرف صحي أو رعاية طبية، وسط بساتين الزيتون بالقرب من قرى مثل قرية العمرة، على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال صفاقس، وذلك على مقربة من الشواطئ التي تغادر منها الزوارق.

ومن بين هؤلاء المهاجرين، تدعي العديد من النساء أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي في البلاد. وتنجم عن هذه الاغتصابات حالات حمل غير مرغوب فيها وتشكل خطرا على حياة المهاجرات.

وأنشأ المهاجرون هذه المخيمات بعد تعرض أعداد كبيرة منهم للطرد من صفاقس، ثاني أكبر مدينة في تونس، في صيف عام 2023، فيما وصل مهاجرون آخرون خلال الأشهر الأخيرة إلى هذه المخيمات.

ونشر تونسيون في الآونة الأخيرة نداءات، بعضها ذات دلالات عنصرية، طالبوا فيها السلطات بإخلاء هذه المخيمات، واشتكوا من رؤية بساتين الزيتون الخاصة بهم مغطية بمئات الخيام، مع تراكم القمامة على ممتلكاتهم.

وبحسب بيان صادر عن اليونيسف في أوائل كانون الثاني/ يناير، فإن عدد المهاجرين الذين قتلوا أو فقدوا في البحر الأبيض المتوسط ​​”تجاوز 2200 شخص في عام 2024، بما في ذلك ما يقرب من 1700 شخص فقدوا حياتهم” على الطريق الخطير الذي يعرف بطريق “وسط البحر الأبيض المتوسط” الرابط ​​بين شمال أفريقيا والساحل الإيطالي.

وأشارت المنظمة إلى أن “أغلبية هؤلاء المهاجرين يفرون من الصراعات العنيفة والفقر”.

وفي أعقاب حملة اندلعت بسبب خطاب معادٍ للأجانب ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيد في شباط/فبراير 2023، أعيد آلاف المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى أوطانهم في الربيع، بينما تسارعت محاولات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

وبمبادرة من إيطاليا، أبرم الاتحاد الأوروبي “شراكة” مع تونس في تموز/يوليو 2023، تنص على تقديم مساعدة مالية بقيمة 150 مليون يورو، ومنح 105 ملايين يورو لمساعدة البلاد على مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وقد أدت هذه المساعدات إلى زيادة عمليات اعتراض القوارب غير القانونية في عام 2024، وانخفاض كبير في عدد الوافدين إلى إيطاليا بنسبة 80% مقارنة بعام 2023. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *