
انطلقت في مدينة فان بغرب فرنسا، الاثنين، محاكمة الجراح السابق جويل لو سكوارنيك، المتهم بارتكاب 111 جريمة اغتصاب و189 اعتداءً جنسياً ضد نحو 300 قاصر. واعترف المتهم، البالغ من العمر 74 عاما، بالمسؤولية عن “غالبية كبيرة من الوقائع”. ويُفترض أن يصدر الحكم في القضية في حزيران/يونيو المقبل.
اعترف جراح سابق يواجه اتهامات بالعنف الجنسي ضد حوالى 300 مريض بأنه “مسؤول عن غالبية كبيرة من الوقائع”، وذلك مع انطلاق محاكمة الاثنين هي من الأكبر في قضايا الاعتداء الجنسي على القصّر في فرنسا.وأفاد ماكسيم تيسييه، وكيل الدفاع عن جويل لو سكوارنيك، أمام المحكمة خلال هذه المحاكمة التي تجري في مدينة فان في غرب فرنسا “المتهم يعترف بالمسؤولية عن غالبية كبيرة من الوقائع”.
ووقف المتهم (74 عاما) في قفص الاتهام في وقت مبكر من بعد الظهر، وأعلن اسمه بصوت أجش قليلا. وكان يتابع كل الكلمات أثناء الجلسة بعناية، وينظر إلى كل متحدث بفم مغلق ووجه عابس.
وكان معظم الضحايا البالغ عددهم 299 قاصرين وقت وقوع الأحداث، وكان 256 منهم دون سن 15 عاما، وكانوا في أغلب الأحيان نائمين أو مستيقظين للتو. وفي ساعة متأخرة من الصباح، رُفعت لافتة كتب عليها “الأطباء المعتدون والمغتصبون: نقابة الأطباء متواطئة” أمام قاعة المحكمة، وحمل نحو ثلاثين متظاهرا رسالة تشكل عبارة “أوقفوا قانون الصمت”.
وحُكم على الطبيب السابق في عام 2020 في سانت (وسط غرب فرنسا) بالسجن 15 عاما بتهمة اغتصاب أربعة أطفال والاعتداء عليهم جنسيا، بينهم قريبتان، وهو الآن قيد المحاكمة عن أفعال ارتكبها بين عامي 1989 و2014 في مستشفيات في غرب فرنسا، خصوصا في منطقة بريتانيه.
وتمكن المحققون من تعقب ضحاياه، وهم مرضى بلغ متوسط أعمارهم 11 عاما وقت الأحداث، من خلال فحص مذكراته التي عُثر عليها أثناء تفتيش منزله في عام 2017، بعدما أبلغت عنه جارته البالغة ست سنوات لوالديها بتهمة الاغتصاب.
وأفادت كتاباته المفصلة للغاية بأسماء ضحاياه وأعمارهم وعناوينهم، فضلا عن العنف الذي مارسه ضدهم، والذي كان في كثير من الأحيان تحت غطاء العلاج الطبي.
وعانى العديد من الضحايا فقدان الذاكرة الناجم عن الصدمة، ما أدى إلى محو ذاكرة الطبيب جزئيا أو كليا. وصرح أحد ضحايا سكيوارنيك أن “فقدان الذاكرة لا يقلل من خطورة الفعل”. كما أن “العواقب لا تزال موجودة، وأعيش معها كل يوم”، وفق الرجل الذي عانى الاكتئاب وظهرت لديه أفكار انتحارية بعد قراءة رواية المتحرش بالاعتداء الجنسي عليه في سن الثانية عشرة.
في المجمل، سيُحاكم جويل لو سكوارنيك الذي يؤكد أنه “متحرش بالأطفال” منذ عقود، بتهمة ارتكاب 111 اغتصابا و189 اعتداءً جنسيا، وهي جرائم مرفقة بعناصر مشددة للعقوبة بسبب إساءة استغلال منصبه كطبيب. ويواجه عقوبة قصوى بالسجن لمدة 20 عاما.
وركزت جلسة الاستماع الاثنين بشكل رئيسي على الجوانب الفنية للمحاكمة، فيما ستشهد جلسة الثلاثاء المخصصة لشخصية المتهم، شهادات من أبنائه الثلاثة وزوجته السابقة. وتدّعي الأخيرة أنها لم تشك مطلقا في ميول زوجها الجنسية للأطفال، رغم كتاباته التي تشير إلى العكس، والإدانة الأولى للجراح بتهمة حيازة صور إباحية لأطفال عام 2005 في مدينة فان.
وستتبع المحكمة الجنائية التسلسل الزمني لجرائم العنف الجنسي المفترضة ضد لو سكوارنيك. ويُفترض أن يصدر الحكم في القضية في يونيو المقبل.
فرانس24/ أ ف ب