ماكرون: فرنسا لن تنشر قواتها في أوكرانيا قبل إبرام اتفاق السلام

لا تعتزم فرنسا إرسال قواتها إلى أوكرانيا قبل إبرام اتفاق سلام بين كييف وموسكو، حسبما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس في حوار بث مباشرة على منصات التواصل، داعيا الأوروبيين لتعزيز مجهودهم الحربي “لأننا ندخل حقبة جديدة ستفرض علينا خيارات”. أكد الرئيس الفرنسي مساء الخميس بأن بلاده لا تنوي نشر قوات في أوكرانيا قبل إبرام اتفاق السلام المحتمل بين كييف وموسكو، ودعا الأوروبيين لتعزيز مجهودهم الحربي “لأننا ندخل حقبة جديدة”.

وقال إيمانويل ماكرون خلال حوار تم بثه مباشرة عبر شبكة الإنترنت مع مستخدمي منصات التواصل: “لم أقرر أن أرسل غدا قوات إلى أوكرانيا، كلا. ما نفكر فيه هو إرسال قوات لضمان السلام بمجرد التفاوض عليه”.

وأضاف: “أدقّ ناقوس الخطر الليلة لأنني مقتنع بأننا ندخل حقبة جديدة ستفرض علينا خيارات. سيتعين علينا أيضا إعادة النظر في خياراتنا، في خياراتنا المالية وأولوياتنا الوطنية في هذا العالم الذي يبدأ” بالتشكل. وتابع: “نحن الأوروبيين يجب أن نزيد من مجهودنا الحربي”.

كذلك، أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيتحادث هاتفيا مساء الخميس مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي توترت العلاقات مؤخرا بينه وبين نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ماكرون أيضا إنه “لا يحق لأحد أن يقول لأوكرانيا” إنه “لا يحق لها أن تنضم للاتحاد الأوروبي أو لحلف الأطلسي”. مضيفا: “أعتقد أنه في اللحظة الراهنة، عندما تكون أوكرانيا في حالة حرب وتقاوم وتخسر كل يوم أبناءها للدفاع عن أراضيها، لا يحق لأحد أن يقول: أوكرانيا ليس لها الحق في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا ليس لها الحق في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي”، مشيرا إلى أن هذه المسألة “ستكون جزءا من مفاوضات السلام”.

وجاءت تصريحات ماكرون غداة إجرائه محادثات دولية جديدة تناولت الملف الأوكراني من أجل تحقيق “سلام دائم وصلب” يشمل كييف والأوروبيين، وذلك في مواجهة واشنطن التي أطلقت محادثات ثنائية مع موسكو.

ووفق وسائل إعلام بريطانية، فإن باريس ولندن تعملان على تشكيل قوة أوروبية “قوامها أقل من 30 ألف جندي” لضمان أمن أوكرانيا في حال توصلت كييف وموسكو إلى وقف لإطلاق النار. أكد هذه المعلومات بشكل جزئي مسؤولون في باريس الخميس. حيث قال مصدر فرنسي قريب من المباحثات إن هناك مناقشات وتباحثا بشأن مشروع تشارك فيه دول أوروبية عدة.

كما نقلت صحف بريطانية عديدة من بينها “الغارديان” و”فايننشل تايمز” و”ذي تايمز”، عن “مسؤولين غربيين”، قولهم إن هذه القوة ستكون جوية وبحرية بشكل أساسي، مع وجود “محدود” على الأرض، بعيدا عن خطوط الجبهة في شرق البلاد.

وتهدف هذه القوة إلى منع وقوع هجمات روسية على المدن والموانئ والبنى التحتية الأوكرانية إذا ما تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة. ووفق مصدر فرنسي مطلع على المحادثات الجارية حول هذه القوة، فإن مركز التخطيط وإدارة العمليات التابع للجيش الفرنسي يعمل على مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وقال نفس المصدر: “الفكرة هي نشر جنود في الخط الثاني، وليس في الخطوط الأمامية. يمكن دمج ذلك مع عملية متعددة الجنسيات، مع وجود قوات أوروبية إضافية في الخطوط الأمامية”، مشددا على أن هذا المشروع سيتم تنفيذه “بعد وقف إطلاق النار”. مضيفا بأن المشروع ليس فرنسيا-بريطانيا فحسب بل سيشمل دولا أخرى، في مقدمها الدانمارك ودول البلطيق.

فرانس24/ أ ف ب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *