نهاية العالم تقترب أكثر من أي وقت مضى

حذرت نشرة “علماء الذرة”، اليوم الثلاثاء، من أن البشرية أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة تهدد وجودها، وقد تم تحريك عقرب ساعة “نهاية العالم” إلى 89 ثانية فقط من منتصف الليل، وهو أقرب وقت بلغته الساعة منذ تأسيسها. وكانت هذه الساعة، وهي منظمة غير ربحية شارك في تأسيسها ألبرت أينشتاين في عام 1945، قد دأبت على التحذير من الاتجاهات التي تهدد انهيار الحضارة أو انقراض البشر.

وفي العام الماضي، كانت الساعة عند 90 ثانية إلى منتصف الليل، إلا أنها تقدمت ثانية واحدة هذا العام بسبب التهديدات المستمرة من الأسلحة النووية، وتغير المناخ، والأسلحة البيولوجية والأمراض المعدية، والتقنيات المزعزعة مثل الذكاء الاصطناعي. وقالت المنظمة في إعلانها السنوي: “استمرت الاتجاهات التي أقلقت مجلس العلوم والأمن، ورغم وجود علامات واضحة على الخطر، فشل القادة الوطنيون ومجتمعاتهم في اتخاذ ما هو ضروري لتغيير المسار”.

ساعة نهاية العالم” أداة رمزية شهيرة لقياس مستوى الخطر العالمي، حيث يشير منتصف الليل إلى نقطة الفناء. منذ إطلاقها، تعكس تحركات العقارب التطورات السياسية والعلمية، مثل انهيار الاتحاد السوفيتي (ابتعدت 17 دقيقة عام 1991) أو الأزمات النووية الأخيرة (اقتربت 90 ثانية عام 2023).

ورغم عدم وجود تهديدات جديدة بالدمار النووي في عام 2024، فقد لاحظ المجلس أن تراكم القدرات النووية في مختلف أنحاء العالم يعني أن الصراعات الحالية قد تتحول بسرعة إلى صراعات نووية بسبب سوء تقدير أو قرار متهور. وأشارت المنظمة إلى أن الولايات المتحدة تشارك بشكل كامل في سباق الأسلحة النووية، حيث بدأت مؤخرًا في تحديث مكلف لترسانتها النووية.

لا يزال انبعاث الغازات الدفيئة يتزايد عالميًا، مع استثمار غير كافٍ للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، وفقًا لما ذكره المجلس، مستشهدًا بتقرير من “مبادرة سياسة المناخ” لعام 2024 الذي وجد أن الاستثمارات يجب أن تتضاعف خمس مرات لتجنب أسوأ الخسائر الاقتصادية.

كما سلط مجلس العلوم والأمن الضوء على انتشار فيروس H5N1 بين الطيور وزيادة الشكوك في التوصيات الصحية العامة بعد جائحة كوفيد-19. كما أشار إلى الزيادة في المختبرات البيولوجية ذات الحواجز العالية في جميع أنحاء العالم، والحاجة إلى موازنة البحث في العوامل الممرضة مع منع إطلاقها عن طريق الخطأ.

وأصبحت مخاوف الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحًا، حسب المجلس، خاصةً لأن الذكاء الاصطناعي يسهل نشر المعلومات المضللة والمغلوطة. وقالت المنظمة: “إن فساد النظام المعلوماتي يقوض الخطاب العام والنقاش الصادق الذي يعتمد عليه الديمقراطية”.

وانتهى بيان المنظمة بتحذير صارم: “الاستمرار في المسار الحالي بشكل أعمى هو نوع من الجنون. الولايات المتحدة، الصين، وروسيا يمتلكون القوة الجماعية لتدمير الحضارة. هؤلاء الثلاثة يتحملون المسؤولية الأساسية لإعادة العالم إلى المسار الصحيح، ويمكنهم القيام بذلك إذا بدأ قادتهم مناقشات جادة بحسن نية حول التهديدات العالمية المذكورة هنا. على الرغم من خلافاتهم العميقة، يجب عليهم اتخاذ هذه الخطوة الأولى دون تأخير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *