المسيحيون السوريون قلقون من النظام الجديد

من خلال الصلاة والاحتجاج يصارع المؤمنون ليفسروا وعود القيادة الإسلامية ا الصاعدة. لجديدة سوريون مسيحيون يرفعون الصلبان واعلام عصر الاستقلال بينما يسيرون في مسيرة في منطقة الدويلعة في دمشق.  لسنين طويلة لم تفكر ماريا (اننا نستخدم اسم مستعار بسبب الوضع السياسي) بلباسها ولا بكيف تقدم التحية لزملائها. كمسيحية وكموظفة حكومة قديمة كان رأسها غير مغطى ولبست لباس بيزنس عرضي غير رسمي. كانت تحيي زملائها في العمل بعبارة “صباح الخير”.

لكن تحالف القوى الثائرة الذين ارتبط جزء منها بجماعات جهادية، استلمت الآن زمام الحكم. يكرر القادة الجدد في دمشق القول ان المسيحيين، والذين تحالف بعض منهم مع نظام الأسد، لا يواجهون الاضطهاد والا التهجير. لكن نواحي صغيرة من حياة ماريا في العمل أصبحت تتغير.

مؤخرًا اعلم مدير جديد في دائرتها جميع من في المكتب ان الموظفين سيقدمون التحية لبعضهم البعض منذ الآن فصاعدا ب- “السلام عليكم”. ان هذه تحية تقليدية بين المسلمين المتدينين. وتتساءل ماريا اذا كانت التغييرات ستكون تدريجية، وانه سيطلب منها الأسبوع القادم او الشهر القادم او السنة القادمة ان ترتدي الحجاب. لربما يكون طلب التحية الجديدة علامة حسنة. حيث ان كثير من المسلمين المتطرفين يرفضون تبادل تحيات السلام مع غير المؤمنين، فمن المحتمل ان هذا المدير الجديد يدعو ماريا الى هذا التبادل الديني التقليدي. قد يكزن النظام الجديد إسلامي، لكن من الممكن انه مرحب ايضًا.

قد تكون لبعض الإشارات معان كبيرة. فلقد أعلنت الحكومة يومي 25 و26 من كانون اول كأعياد وطنية. وفي حوالي 125 ميلًا الى الشمال من دمشق وفي مدينة السقيلبية ذات الأغلبية المسيحية، حرق شبان يلبسون الأسود والقبعات التي تخفي وجوههم شجرة عيد الميلاد التابعة للمدينة يومين قبل العيد. خلال يوم واحد قامت السلطات الجديدة باستبدال ما تبقى من الشجرة المحروقة.   اما في دمشق العاصمة فقد علّق مواطنون من الحي المسيحي باب الشارقي لافتة مضيئة عليها “ميلاد سعيد” بخط ملتف. وكما في سنين سبقت فقد وضعوا أشجار الميلاد في ” الزقاق الذي يقال له المستقيم” (اعمال 9: 11) وهو شارع احياء ذكرى اهتداء بولس.

وبسبب الانزعاج من حرق شجرة الميلاد فقد ملأ المئات من المسيحيين شوارع باب الشرقي ليلة العيد وهم يحملون الصلبان والاعلام السورية. بعضهم صرخ: “اننا نطالب بحقوق المسيحيين”. ما هي تلك الحقوق؟ شاهد القس “باسم” الذ        ي يقود كنيسة انجيلية في حلب في شمال سوريا، فيديو لثوار يدخلون الى كنيسة في اللاذقية وهي مدينة على ساحل البحر المتوسط وهي من المدن المؤيدة لنظام الأسد. لقد وعدوا المسيحيين بالمعاملة الحسنة لكن باسم يتساءل كيف يتوجب تفسير تلك الإعلانات المتعاقبة للتسامح الديني.

وكما يشير باسم فان الشرع الإسلامي يؤكد تقليديا ان “اهل الكتاب”- المسيحيين واليهود- للمكانة في المجتمع المسلم. لكن بالنسبة لباسم، فان خلف إعلانات كهذه هناك توجه من الاستعلاء الديني: انكم تخضع لهذه القواعد ولكنكم ستكونون على ما يرام. ربما. انه يتأمل بحقيقة انه كلما تقدم الثوار في تشرين ثاني الفائت وبداية كانون اول كيف ان الصدام بين المقاتلين والجيش كان من الممكن بسهولة ان يتحول الى شكل عنيف. بينما تقدمت القوات في ضواحي حلب، جمع باسم حوالي 150 شخصًا من كنيسته في اجتماع للصلاة. واجتمعت كنائس اخرى من شبكة الانجيليين للصلاة ايضًا لكي “لا يكون هناك إراقة دماء”.

ان الكلام المستمر من الحكومة السورية الجديدة حول التسامح جعل بعض المحللين يتساءلون: هل جاء الكلام فقط في محاولة لتهدئة الجمهور العالمي العصبي؟ بعد الأسابيع الأولى من الهدوء النسبي، ابطلت الولايات المتحدة الجائزة بقيمة 10 ملايين دولار على رأس احمد الشرع الذي انتمى سابقًا لمنظمة القاعدة. لكنها أبقت على العقوبات الاقتصادية التي فرضت على النظام السابق تحسبًا لتطورات جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *