
رفض بعض المسلمين المتشددين مصافحة الآخرين وخاصة النساء ليست مجرد تصرف فردي ولكنه من صميم الكثير من فتاوى وتعاليم الدين نفسه، ورصدت وسائل الاعلام العالمية موقف يوضح ذلك في عام 2016 حيث رفضت طالبة محجبة مصافحة رئيس ألمانيا “يواخيم جاوك” ووضعت يدها على صدرها مما عرضه لاحراج شديد.
في ديسمبر 1016 أوضحت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن رئيس ألمانيا زار مدرسة “تيودور هويس” التي تدرس فيها الفتاة المحجبة من أجل مساعدة أطفال اللاجئين على تعلم اللغة والثقافة الألمانية.وكشفت نفس الصحيفة أن الرئيس بعد وصوله إلى المدرسة على متن سيارته الرسمية شرع في مصافحة طابور الطلاب الذي كان بانتظاره، لكن حينما مد يده للسلام على الفتاة المحجبة وضعت هذه الأخيرة يدها على صدرها في إشارة أنها ترفض السلام عليه لكونها محجبة.
تكرر نفس السيناريو الاسبوع الماضي في زيارة وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك بشكل رسمي لسوريا عندما واجهت الرمز الاسلامي احمد الجولاني حيث انه لم يمد يده للسلام عليها بل وضع يده على صدرها. ولم يعلق الكثيرون على هذه الظاهرة وهي امتناع المسلمين المتشددين عن مصافحة الجنس الآخر.
الموضوع في الاسلام يتخطى مفهوم الشهوة الجنسية، حيث انه من المعتاد لبعض الشباب المسلم استخدام السلام على البنات بطريقة تشبه “التحرش الجسدي” كالضغط على اليد بشكل غير عادي او مسح اليد بشكل مثير جنسيا او مسك الاصابع بطريقة معينة، المهم في النهاية ان بعض البنات المسلمات تشعر بان هناك تيار من الشهوة الجنسية بمجرد السلام. ولكن الامر يتخطى موضوع الشهوة الى افساد الوضوء.
وحسب الفتاوى فان هناك حديث نبوي يحذر من المرأة والحمار والكلب الأسود على انها من الاسباب التى تقطع الصلاة وتتسبب في افساد الوضوء، وهو حديث صحيح حيث ان المرأة خاصة التى يأتيها الطمس تعتبر غير طاهرة ولايصح ان تلمس المسلم المتوضي، كذلك هناك الكثير من النصوص التى تعتبر غير المسلم نجس ولا يصح ان يلمس اي شئ او جزء من جسدك او ملابسك او حذائك او يسلم عليك فان هذا يفسد الوضوء ويجبرك على انك يجب ان تتوضأ مرة ثانية من جديد.
وبعض الشيوخ قالوا ان هناك طاقة كهربائية ومغناطيسية تنتج عندما يتصافح الرجل والمرأة ولذلك من الافضل عدم المصافحة او اللمس بين الجنسين، ومن هنا يتضح ان عدم مصافحة الجولاني للوزيرة الالمانية والذي رصدته وسائل الاعلام ليس مجرد تصرف عفوي ولكنه نابع من افكار واسس اسلامية بل ووضح الى اي مدى هو تشدد الشخصيات التى صعدت للسلطة في سوريا حالياً.