تقرير أممي يكشف “الترسانة الحوثية” والدور الإيراني

بسبب دعم إيران وأذرعها في المنطقة، تحوّلت ميليشيا الحوثيين في اليمن ، من مجموعة مسلحة ذات قدرات محدودة، إلى منظمة عسكرية قوية، وفق تقرير من “537 صفحة”، قدمه خبراء في الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي.وتضم اللجنة الأممية المكونة من 5 أعضاء، خبراء في الأسلحة والتمويل والشؤون الإقليمية والقانون الإنساني الدولي والجماعات المسلحة. 

وينحدر الخبراء من الهند ومصر وسويسرا وبلجيكا والرأس الأخضر. 

وقد أبلغت مصادر سرية، اللجنة الأممية، أن “الحوثيين ينسقون العمليات مع”تنظيم داعش في شبه الجزيرة العربية”، ويعززون العلاقات مع جماعة الشباب المرتبطة بعصابة داعش في الصومال”، حسب ما أفاد موقع “صوت أمريكا” الإخباري.

وقال خبراء الأمم المتحدة إن “الصراع في اليمن، الذي بدأ كقتال داخلي وامتد إلى مواجهة إقليمية، “تصاعد الآن إلى أزمة دولية كبرى”.

وحسب الخبراء، فإن عدد مسلحي الحوثيين يقدر بنحو “350 ” ألف عنصر الآن، مقارنة بـ 220 ألف مسلح العام 2022، و30 ألف عنصر العام 2015.

وقال الخبراء إن التحوّل أصبح ممكنا “بفضل نقل المواد العسكرية والتدريب الذي قدمه فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، ومن المتخصصين والفنيين العراقيين”.

أخبار ذات علاقة

وأشار خبراء عسكريون ومسؤولون يمنيون ومقربون من الحوثيين، إلى أن الجماعة المتمردة “لا تستطيع إنتاج أنظمة أسلحة معقدة” مثل الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة وطائرات المراقبة والهجوم دون طيار وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة والمناظير الحرارية، والتي استخدموها دون دعم أجنبي، وفق خبراء الأمم المتحدة.

وتابعوا: “حجم وطبيعة ومدى عمليات نقل المواد العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، غير مسبوق”.

وأوضحت اللجنة أنها لاحظت أوجه تشابه بين العناصر العسكرية المتعددة التي يستخدمها الحوثيون، وتلك التي تنتجها وتشغلها إيران أو حلفاؤها فيما يعرف بـ”محور المقاومة”، الذي يضم حزب الله وحماس وجماعات مسلحة في العراق وسوريا.

وقالت إن “مراكز العمليات المشتركة تم إنشاؤها في العراق ولبنان مع ممثلي الحوثيين، بهدف تنسيق الأعمال العسكرية المشتركة لمحور المقاومة”.

وأضافت اللجنة أن الحوثيين يكثفون العمليات العسكرية ضد الحكومة داخل اليمن، مردفة أن “الوضع العسكري الداخلي هش، وأي محفز داخلي أو خارجي قد يؤدي إلى افتراض المواجهات العسكرية”.

وبحسب التقرير، استغل الحوثيون الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني، وعمدوا على تعزيز مكانتهم فيما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران، وتسعى من خلاله لزيادة نفوذها في المنطقة وخارجها.

ولإثبات وجودهم على الساحة، دعموا مسلحي حماس، الذين أشعلت هجماتهم المفاجئة على إسرائيل في 7 أكتوبر / تشرين الاول 2023، حيث هاجموا السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل حركة الشحن العالمي.

أخبار ذات علاقة  ورغم مزاعم الحوثيين، الذين تضعهم واشنطن على قوائم

أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل، فقد قالت لجنة الخبراء في تقريرها” إن تحقيقاتها كشفت أن المتمردين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن، كانوا “يستهدفون السفن بشكل عشوائي”.

وكشف تحليل الخبراء للبيانات الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عن تنفيذ ما لا يقل عن 134 هجومًا من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ضد السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بين 15 نوفمبر \ تشرين الثاني 2023، و31 يوليو \ تموز  2024. 

كما أن تحوّل المجموعة إلى الأعمال في البحر، زاد من نفوذها في المنطقة”، فلم يحدث مثل هذا النطاق من الهجمات، باستخدام أنظمة الأسلحة على السفن المدنية، منذ الحرب العالمية الثانية، وفق خبراء الأمم المتحدة.

واستخدم الحوثيون في هجماتهم صاروخًا باليستيًا جديدًا لم يتم الكشف عنه سابقًا، وهو من طراز “حاتم- 2″، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.

استغلال الأطفال والمهاجرين

وأوضحت اللجنة الاممية، أن الحوثيين يجندون أيضًا أعدادًا كبيرة من الشباب والأطفال اليمنيين، بالإضافة إلى استغلال المهاجرين الإثيوبيين، وإجبارهم على الانضمام إلى القتال ضد الحكومة، والانخراط في الاتجار بالمخدرات”.

وتابعت: “وفقا للتقارير، فقد استغل الحوثيون معدلات الأُمية المرتفعة، خاصة في المناطق القبلية، ليعمدوا إلى تجنيد الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 أو 11 عاما،  على الرغم من معارضة الآباء في كثير من الأحيان”.

وحسب التقارير، فقد زاد تجنيد الأطفال بعد بدء الحرب في غزة والغارات الجوية الأمريكية والبريطانية  على مواقع وأهداف للحوثيين في اليمن، ردا على هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر.

ومن جهتها، قالت الحكومة اليمنية الشرعية إنها تلقت “3298” تقريرا عن تجنيد الأطفال في النصف الأول من 2024، حيث وردت تقارير عن استخدام الصغار كدروع بشرية وفي المعارك، واستخدامهم في زرع الألغام الأرضية والمتفجرات والاستطلاع وكطهاة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *