لاتوجد في العالم دول أو مؤسسات ديموقراطية حقيقية
عالمنا هذا الذي نعيش فيه تتحكم في مقاديره مجموعات من الحكومات الخفية والظاهرة، لها مسميات مختلفة وتفاصيلها كثيرة لن استطيع ان اشرحها في هذا المقال، ولا في غيره، لكن كل مااستطيع ان اقوله ان ثروات هذا العالم ونعيمه لايكفي جميع افراده ليس لانه محدود ولكن لوجود طبقة من البشر مريضة بالجشع تريد ان تمتلك كل شئ وتتحكم في كل شئ بدافع نفسي من الدرجة الأولى يمكن ان نطلق عليه “حب السيطرة” او “السعي إلى الآلوهية”.
الشر والحرب شعار القوى العالمية
الشر والحرب والخراب هو شعار هذه الحكومات الخفية لان شعارها هو “مصائب قوم عند قوم فوائد” اي أن مصالحهم تتحقق من خلال الحرب والشر، وبناء على هذه الفلسفة الحياتية لاتتوقف الحروب ولا المجاعات ولا الاضطرابات في العالم.
ففي الحقيقة من يحكم بلدك او منطقتك في الظاهر هو مجرد قمة جبل الثلج من حكام آخرون تحت سطح الماء لهم قوة نافذة وسلطة غير محدودة وهؤلاء هم المنظمات السرية او الحكومات الخفية او تستطيع ان تقول “الدولة العميقة” اي الدولة التى تحكم من داخل الدولة.
مصر محكومة من الدولة العميقة منذ 1952
فمثلا الذي يحكم مصر منذ سقوط النظام الملكي ليس هم جنرالات الجيش ولكن التيار الاسلامي أي الاخوان والجماعات الاسلامية حتى لو كان ظاهرياً هناك صراع بين الحاكم والجماعات الدينية ولكن الواقع ان هذه الجماعات الدينية هي الدولة العميقة في مصر منذ 1952 لان اعضاؤها متغلغلة في داخل مفاصل الدولة واجهزتها التنفيذية، حتى انها متغلغلة داخل الجيش نفسه.
الدولة العميقة هي اهم أسسس الولايات المتحدة الامريكية
نفس الامر يحدث في امريكا، الدولة العظمى واحد اقطاب العالم القوي، هي محكومة بحكومة عميقة تتمثل في الصناعة العسكرية والبنتاجون والشركات الكبرى التى تتحكم في الاقتصاد العالمي وكذلك الموظفين واصحاب القرار الذين تم تعيينهم في مناصب هامة في مفاصل الدولة.
أوباما احد زعماء الدولة العميقة
وصلت حكومات الحزب الديموقراطي الامريكي والتيارات اليسارية الى قمة وذروة قوتهم في عصر الرئيس أوباما الذي حكم امريكا فترتين وفيها رسخ اسس الدولة العميقة في كل مكان، وعندما خسرت هيلاري كلينتون الانتخابات 2016 كان السبب الاساسي هو المجمع الانتخابي الذي أفلت بسبب اخطاء قاتلة من يد هذا التجمع الانتخابي. لكن جاء ترامب للحكم ولم يستطيع ان ينهي على الحكومة العميقة.
صعود ترامب كان صدمة للدولة العميقة
صعود ترامب لحكم امريكا كان ضد ارادة الحكومة العميقة الحاكم الحقيقي للولايات المتحدة الامريكية ولذلك تم منع صعوده لفترة ثانية عام 2020 بل ويتم الآن بكل الامكانيات المتاحة منعه من الوصول الى حكم امريكا مرة آخرى
الدولة العميقة في الولايات المتحدة الامريكية هو مانطلق عليه دائما نظريات المؤامرة، اي تواطئ داخل الدولة بكل الطرق منها العنف والفساد والمحسوبية والتزوير لكي تصبح الحكومة المنتخبة شرعاً متوافقة مع اهداف هذه الدولة العميقة، والتى يعتبر نقطة القوة فيها أن عناصرها الأساسية لها وجودها في مختلف مؤسسات ومفاصل الدولة، المدنية، والعسكرية، والسياسية، والإعلامية، والأمنية.
وقد وعد ترامب في خطبه علنا بانه سوف يقوم بطرد كل هذه العناصر اذا وصل لسدة الحكم وذكر بعضهم بالاسم وبعد اعلانه ذلك تعرض مباشرة لمحاولة اغتيال ولكنه لايتوقف عن التهديد والوعيد،
صعود ترامب للسلطة معناها حرب ضروس ضد الدولة العميقة، وأما على المستوي الدولي سيقلص ذلك من الهيمنة الامريكية الدولية ويجعلها تنكمش في صالح القضايا الداخلية والاقتصادية داخل الولايات المتحدة نفسها، ولكن ستتراجع آلة الهيمنة على التسليح والحرب في العالم وستتوقف بعض الحروب التى تغذي الاقتصاد الامريكي بالتريليونات من الدولارات.
كمالا هاريس مجرد أداة للدولة العميقة
كمالا هاريس لاتمثل قوة سياسية ضد ترامب فهي مجرد خيال مآتة مثل سلفها جو بايدن يتم ضخ الدماء فيها من خلال عصابة أوباما المتغلغلة في الحكومة العميقة والاعلام، أي ان الصراع الحقيقي في الانتخابات يوم 5 نوفمبر هو صراع بين ترامب والحكومة العميقة.
الوضع العام يوحي بفوز كمالا هاريس بالانتخابات وخسارة ترامب
من سينتصر في هذه المعركة؟ لقد سبقنا الاعلام والاستفتاءات والقوة الضاربة للحكومة العميقة بالاعلان عن فوز كمالا هاريس بالانتخابات بفارق ضئيل يصل لنقطة واحدة، وهو مايوضح انه هذا الاعلان قد يتحول بين يوم وليلة الى حقيقة لتصبح كمالا هاريس هي الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية، ولو حدثت معجزة وجاءت الرياح بما لاتشتهي السفن فان ترامب هو الفائز والذي سوف يقوم فوراً بإنهاء الحرب في اوكرانيا وايقافها مؤقتا في الشرق الاوسط وبداية عهد جديد مختلف تماماً في بلاد العم سام.