صندوق النقد: كريستالينا جورجييفا في القاهرة خلال أيام لزيادة الفقر والتقشف

نشر موقع “الصفحة الأولى”

يترقب المصريون وصول كريستالينا جورجييفا ، مدير صندوق النقد الدولي، إلى القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة لمراجعة الوضع الاقتصادي، وهى الزيارة التى تثير تشاؤم الكثير.

يرى المصريون أن صندوق النقد الدولي يؤثر بقوة في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية في لبلاد، محملين كريستالينا جورجييفا وفريقها داخل الصندوق، مسئولية التداعيات السلبية على المجتمع المصرى بصفة والحماية الاجتماعية ودعم المواد الأساسية بصفة خاصة، فضلا عن حالة الفقر التى طالت ملايين المصريين.

استحقت كريستالينا جورجييفا ، لقب «الزائرة المشؤومة» بعد تصريحها الأخير؛ بأنه من الأفضل لمصر أن تبادر إلى الإصلاحات عاجلا وليس آجلا، وهو التصريح الذى جاء ردا على تصريحات رسمية بتأجيل تطبيق اشتراطات الصندوق والتى من شانها أن ترفع الأسعار للمرة الرابعة خلال عام واحد .


تصريح مديرة صندوق النقد الدولي جاء بمثابة رفض مبكر للطلب المصرى بتأجيل حالة غلاء جديدة ستضرب لا محالة الاسواق، وتعصف بالمزيد من الأسر إلى ما دون خط الفقر .

حمل صندوق النقد الدولي وصمة سيئة، منذ أن تبلورت فكرة إنشائه في يوليو من عام 1944 بهدف إعادة هندسة المنظومة الاقتصادية والمالية الدولية سعياً لتفادي المزيد من الكوارث الاقتصادية التي عصفت بالعالم على مدى النصف الأول من القرن العشرين بفعل لحروب الشاملة المدمرة. 


وتحول الصندوق إلى سلطة تتحكم في السياسات الاقتصادية والمالية للكثير من الدول لا سيما دول العالم النامي، وبدلًا من أن تؤدي سياسات وبرامج الصندوق إلى تنمية وازدهار الدول النامية، فشلت هذه السياسات فشلا ذريعًا في إخراج شعوب هذه الدول من التخلف الاقتصادي والبؤس الاجتماعي وأدخلتها في أزمات طاحنة وأغرقتها في مشكلات الديون. هذه هى النظرة التى ينتظر بها المصريون، كريستالينا جورجييفا وفريق صندوق النقد الدولي المنتظر في القاهرة خلال أيام.
وتشغل كريستالينا جورجييفا منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي منذ أكتوبر 2019، وفي إبريل 2024، وافق المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي على تعيينها لفترة ولاية ثانية اعتبارا من 1 أكتوبر 2024.

وخلال فترة ولايتها الأولى، كان العالم على موعد مع الجائحة العالمية والحروب والارتفاع الهائل في الأسعار ومعدلات التضخم، وهو ما صنع نشاطا مميزا للصندوق الذى ضخ حوالي مليار دولار في صورة احتياطيات وسيولة، فضلا عن اعتماد الإصدار التاريخي لحقوق سحب خاصة بقيمة 650 مليار دولار أمريكي، وإقراض ما يقرب من 100 دولة. 

وقبل انضمامها إلى صندوق النقد الدولي ، كانت كريستالينا جورجييفا مديرا تنفيذيا للبنك الدولي من يناير 2017 إلى سبتمبر 2019، وخلال تلك الفترة عملت رئيسا مؤقتا لمجموعة البنك الدولي لمدة ثلاثة أشهر. وقبل ذلك، ساعدت كريستالينا جورجييفا على تحديد ملامح جدول أعمال الاتحاد الأوروبي أثناء عملها نائبا لرئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الميزانية والموارد البشرية، وتولت الإشراف على ميزانية الاتحاد الأوروبي، التي يبلغ حجمها 161 مليار يورو، وعلى 33 ألف موظف، كما أشرفت على استجابة الاتحاد الأوروبي لأزمة الدين في منطقة اليورو وأزمة اللاجئين في عام 2015.


كما عملت كريستالينا جورجييفا مفوضا لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات، حيث أدارت واحدة من أكبر ميزانيات المساعدات الإنسانية في العالم.
وبدأت كريستالينا جورجييفا حياتها العملية في مجال الخدمة العامة بالعمل خبيرا اقتصاديا بيئيا بالبنك الدولي في عام 1993.
وبعد أن تقلدت عددا كبيرا من المناصب العليا، بما في ذلك عملها مديرا للتنمية المستدامة، ومديرا لشؤون الاتحاد الروسي، ومديرا لشؤون البيئة، ومديرا مسؤولا عن البيئة والتنمية الاجتماعية في مكتب شرق آسيا والمحيط الهادئ، تم تعيينها نائبا لرئيس مجموعة البنك الدولي وأمينا عاما للمجموعة في عام 2008.

ولدت كريستالينا جورجييفا في صوفيا ببلغاريا عام 1953، وحصلت على درجة الدكتوراه في علم الاقتصاد والماجستير في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع من جامعة الاقتصاد الوطني والعالمي في صوفيا، حيث كانت أستاذا مشاركا بين عامي 1977 و 1993، وأثناء مسيرتها الأكاديمية، كانت زميلا زائرا في كلية لندن للاقتصاد وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.


وفي عام 2010، منحتها مجلة صوت أوروبا لقب «أوروبية العام» تقديرا لدورها في قيادة عمل الاتحاد الأوروبي في مجال الاستجابة الإنسانية للأزمات، وتم اختيارها كذلك ضمن قائمة مجلة «تايم» لأكثر 100 شخص تأثيرًا في عام 2020.
وفي أكتوبر 2020، حصلت على جائزة القيادة الدولية المتميزة من المجلس الأطلسي اعترافا بمساهماتها الاستثنائية والمتميزة على مدار حياتها العملية في مجال الخدمة العامة، وفي 2024، حازت جائزة «أوجو لا مالفا» عن مساهمتها في مجال التعاون الدولي.


‏ وألفت كريستالينا جورجييفا وشاركت في تأليف أكثر من 100 عمل منشور عن السياسة البيئية والاقتصادية، بما في ذلك مراجع عن الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *