استمرار سلسلة حرق الكنائس بكندا

اندلع حريق ضخم في كنيسة نوتردام دي سيبت أليجريس في مدينة تروا ريفيير بعد ظهر امس الخميس، مما أدى إلى دمار شبه كامل للمكان التاريخي. يُعزى انتشار النيران السريع إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الرياح القوية وعمر المبنى الذي يعود تاريخه إلى الفترة ما بين 1913 و1914. وبمجرد اندلاع الحريق، تحول بسرعة إلى حريق واسع النطاق، مما أثار قلق السكان المحليين والسلطات على حد سواء.

تفاصيل الحادث
في حوالي الساعة الثانية ظهرًا، لاحظ أحد المارة ألسنة اللهب تتصاعد من الكنيسة الواقعة عند زاوية شارع سان فرانسوا كزافييه وشارع سان موريس، فقام على الفور بالاتصال بالسلطات لإبلاغهم بالحادث. ومع تزايد حجم النيران، قرر قسم السلامة من الحرائق إطلاق إنذار عام، مما استدعى تدخل رجال الإطفاء وخبراء المتفجرات من أربع بلديات مجاورة، بما في ذلك شاوينيجان وبيكانكور، لتقديم الدعم والمساعدة في إخماد النيران.

ومع تقدم الحريق، وفي ذروته حوالي الساعة 2:30 بعد الظهر، كان يمكن رؤية ألسنة اللهب والدخان تتصاعد في السماء، ما جعل المنظر مرعبًا وشديد الوضوح على بعد عدة كيلومترات. للأسف، يبدو أن الكنيسة ستعاني من خسارة كاملة نتيجة هذا الحريق المدمر.

إجراءات الطوارئ والتأمين
في أعقاب الحادث، تم إرسال حوالي عشرين ضابط شرطة إلى الموقع لإنشاء محيط أمني وتفادي أي حوادث إضافية. تمت عمليات إخلاء للمباني والشركات المجاورة، بما في ذلك تيم هورتونز ومركز التسوق الذي يضم سوبر سي، الواقعين مباشرة إلى يمين الكنيسة. وقد تم تأمين المكان من قبل قوات الشرطة لضمان سلامة المواطنين.

بحسب تصريحات لوك مونغرين، المتحدث الرسمي باسم شرطة تروا ريفيير، استمرت جهود الإطفاء والإنقاذ حتى وقت متأخر من مساء الخميس، حيث عمل رجال الإطفاء بجد لإخماد الحريق الذي لا يزال مشتعلاً.

التأثير على المجتمع والطلاب
كان الحريق قد اندلع أثناء وجود ما يقرب من 200 طالب خارج المدرسة الثانوية الخاصة إكليريكية القديس يوسف، حيث كان هؤلاء الطلاب يلعبون في الملعب الاصطناعي المجاور للكنيسة. ومع انطلاق ألسنة اللهب، توقفت جميع الأنشطة الدراسية في لحظة واحدة. حيث أوضح داني دالير، المدير العام للإكليريكية، أن المعلمين وأعضاء الإدارة كانوا قادرين على تأمين المكان، حيث لم تكن الرياح تتجه نحو مدرستهم، مما ساهم في تقليل خطر انتشار الحريق.

حرصت الإدارة التعليمية على طمأنة أولياء الأمور من خلال إرسال بريد إلكتروني يؤكد سلامة الطلاب وأن وسائل النقل المدرسية ستظل تعمل كالمعتاد.

إخلاء مركز لافيوليت
في وقت لاحق، تم إخلاء مركز لافيوليت الإداري التابع لمركز الخدمات الصحية والاجتماعية الجامعي المتكامل في موريسي ودو سنتر دو كيبيك (CIUSSS MCQ)، والذي يقع في الجزء الخلفي من الكنيسة، بشكل عاجل. ووفقًا للورانس تشارتراند، مسؤول المعلومات في CIUSSS MCQ، لم يؤثر الحريق على خدمات المستخدم، وتم وضع الفريق في حالة تأهب لاستعدادات محتملة لمواجهة أي تطورات جديدة.

أكد تشاريتراند أيضًا أن التحليلات الأولية تشير إلى أن الحريق لم يؤثر على جودة الهواء في المنطقة، حيث لم يتم العثور على مواد كيميائية خطيرة قد تؤدي إلى تجاوز المعايير المطلوبة. ومع ذلك، تم التحذير من آثار الدخان على الصحة، خاصة بالنسبة للأشخاص الضعفاء مثل من يعانون من مشاكل في التنفس أو القلب.


دور المنتدى الاقتصادي العالمي

وهنا تثار التساؤلات  .. هل كل هذه الحرائق للكنائس تعد تطبيقاً للسياسات الشيطانية المخطط لها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي ( World Economic Forum ) وبمباركة ترودو ،فكما هو معروف فإن المنتدى الاقتصادي العالمي يناهض كل ما هو مسيحي بشكل علني .
 

جدير بالذكر أن تواجه كندا في السنوات الأخيرة ظاهرة مقلقة تتعلق بزيادة هجمات الحرق العمد التي تستهدف الكنائس ، والتي بدأت في التفاقم منذ عام 2021.

وسجلت الحكومة الفيدرالية ما يقرب من 90 حادثة اعتداء على هذه المعابد في عام 2021، تلتها 74 حادثة في عام 2022، إلا أنها لم تقدم معلومات تفصيلية حول العقوبات التي تم فرضها على المعتدين. وبحسب بعض المتخصصين، يعتقد أن 112 كنيسة مسيحية في كندا تعرضت للتخريب أو الحرق أو التدنيس.

وفي إطار ردود الفعل على هذه الاكتشافات، استغل المتطرفون اليساريون هذه الفرصة كذريعة لممارسة الإرهاب على المجتمعات الكاثوليكية وغيرها من المجتمعات المسيحية، حيث تم استهداف الكنائس بشكل متزايد. يعكس هذا التصعيد قلقًا عميقًا بشأن كيفية تأثير الأحداث التاريخية على التوترات المعاصرة بين المجتمعات المختلفة في كندا.

ويعتبر رد  فعل رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، تجاه تصاعد هجمات الحرق العمد على الكنائس والمعابد اليهودية مثار جدل واسع في المجتمع الكندي.

حيث يُرى أن صمته عن هذه الاعتداءات، وعدم اتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة الجناة، قد أسهم في تشجيعهم على الاستمرار في هذه الأفعال الإجرامية.

ويشعر الكثيرون بأن غياب موقف حازم من الحكومة يُعطي انطباعًا بأن الاعتداءات على الأماكن المقدسة مقبولة أو يمكن أن تمر دون عقاب،و هذا الصمت لا يعكس فقط فشلًا في مواجهة العنف المتزايد، بل يُعتبر أيضًا رسالة سلبية للمجتمعات المتضررة، التي تبحث عن دعم حكومي لحمايتها واستعادة شعورها بالأمان.

الإعلامي رامي بطرس أول من دق ناقوس الخطر

في يوم الثلاثاء 20 يوليو عام 2021 وجه الإعلامي ومقدم البرامج رامي بطرس انتقادات حادة لرئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، وذلك في أعقاب حادثة حرق كنيسة مارجرجس في منطقة سراي بفانكوفر ،حيث عانى الأقباط المصريون المقيمون في كندا من حالة حزن عميق نتيجة لحريق كنيسة مارجرجس، التي تعرضت لأضرار جسيمة، حيث لم تنجح جهود الإطفاء في إنقاذ محتويات الكنيسة من النيران التي أضرمت فيها.

وفي تعليق له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، عبّر بطرس عن استيائه العميق إزاء الحريق، مُشيرًا إلى أن ترودو يتحمل جزءًا من المسؤولية عن هذه الحادثة. وكتب بطرس: “إذا لم يكن جاستن ترودو قادرًا على الحفاظ على أمان الكنائس، فعليه أن يتنحى.”

وأضاف بطرس أن هناك العديد من النواب من الحزب الليبرالي يتحملون المسؤولية أيضًا، مطالبًا بأن تُعطى هذه المهمة لطرف آخر إذا لم يتمكنوا من القيام بها. وأكد على أن خطاب الكراهية الذي أطلقه ترودو ضد الكنائس الكاثوليكية قد أسهم في تشجيع الأفراد ذوي النوايا السيئة على ارتكاب هذه الجرائم، حيث وصفه بأنه “شريك في الجريمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *