غارات إسرائيلية على دمشق تسفر عن مقتل 3 مدنيين بينهم مذيعة تلفزيونية

شن الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” نقلا عن مصدر عسكري. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات الخاصة والبنية التحتية. من جانبه، أعلن التلفزيون السوري الرسمي عن مقتل المذيعة صفاء أحمد نتيجة هذه الغارات التي أصابت مناطق في دمشق ومحيطها. وقد أوردت وسائل الإعلام السورية في وقت سابق أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لبعض “الأهداف المعادية” التي كانت تحلق في سماء العاصمة، حيث سُمعت أصوات انفجارات عنيفة تشير إلى التصدي لبعض الصواريخ.

تأتي هذه الهجمات في سياق تصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، حيث تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية منتظمة داخل الأراضي السورية، تستهدف بالدرجة الأولى مواقع تابعة لإيران وحلفائها. وتعد القوات الإيرانية والجماعات المدعومة منها، مثل حزب الله، الهدف الرئيسي لهذه العمليات، في إطار سعي إسرائيل لإفشال محاولات طهران تعزيز وجودها العسكري قرب الحدود الإسرائيلية.

الهجمات الإسرائيلية على سوريا ليست جديدة، بل هي جزء من سياسة إسرائيل المستمرة منذ سنوات لضرب الأهداف المرتبطة بإيران. لكن وتيرة هذه الهجمات ازدادت بشكل ملحوظ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحلفائها من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى. تحاول تل أبيب من خلال هذه الهجمات تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي تعتبره تهديداً مباشراً لأمنها القومي، خصوصاً مع توسع دور إيران في سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

وعلى الرغم من أن إسرائيل نادراً ما تؤكد مسؤوليتها عن هذه العمليات، فإن العديد من التقارير الإعلامية والمصادر العسكرية الغربية تشير إلى أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف بشكل أساسي مواقع مرتبطة بنقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى ضرب مراكز قيادية وتجمعات عسكرية للقوات المدعومة من إيران. هذه الضربات تهدف إلى منع نقل الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا التي قد تهدد الأمن الإسرائيلي، وتعزيز موقفها الإقليمي في ظل تصاعد التوترات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *