مقتل فرنسية على يد مهاجر مغربي

تزامنا مع بداية ولايتها، وجدت حكومة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشيل بارنييه نفسها أمام حادثة قتل واغتصاب ارتكبها مهاجر مغربي غير شرعي. هذه الحادثة أثارت مجددا نيران الجدل حول ملف الهجرة في فرنسا. عثر يوم السبت 21 سبتمبر/أيلول على جثة شابة تبلغ من العمر 19 عاما تدعى فيليبين في حديقة بولونيا، الواقعة غرب العاصمة باريس. وقد أظهرت التحقيقات الأولية أن الفتاة، التي كانت تدرس في جامعة “باريس دوفين”، تعرضت للاعتداء الجنسي قبل أن تُقتل بوحشية.

تمكنت الشرطة الفرنسية من التعرف بسرعة على الجاني، وهو شاب يدعى طه، يبلغ من العمر 22 عاما، وكان قد أدين سابقا بجريمة اغتصاب أخرى في عام 2019، وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، وأفرج عنه بعد مرور 5 سنوات، مع أمر ترحيل يلزمه بمغادرة البلاد. وتم اعتقال المشتبه به المغربي في سويسرا، مما يزيد من تعقيد الوضعين القانوني والسياسي.

علاوة على ذلك، تتأخر بعض البلدان أحيانا في منح التصاريح القنصلية التي تسمح بإعادة المطرودين إلى بلادهم، أو قد ترفض منحها في أحيان أخرى.

ووفقا لمعلومات الصحافة المحلية، يبدو أن التصريح القنصلي المغربي الخاص بالجاني وصل إلى السلطات الفرنسية، بعد أيام قليلة من إطلاق سراحه من مركز الاحتجاز، الذي يحتجز فيه كل من صدرت بحقه أوامر بالترحيل.

ويجدر بالذكر أن مسألة التصاريح تظل موضوع جدل مستمر بين فرنسا ودول المغرب العربي بشكل خاص. كما يمنع القانون الأوروبي ترحيل الأشخاص إلى دول قد تتعرض فيها حياتهم للخطر.

ووفقا لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية، بلغ معدل تنفيذ أوامر الترحيل في سنة 2002 نحو 6.9% فقط، مما يثير تساؤلات عدة حول مدى فعالية هذا النظام.

وزير الداخلية، برونو ريتايلو، المعروف بمواقفه الصارمة تجاه قضايا الأمن والهجرة، عبر عن آرائه بشكل علني بعد ساعات من القبض على المشتبه به، داعيا إلى ضرورة “تطوير” التشريعات

تطرق الوزير في تغريدة على منصة “إكس” إلى ضرورة إعادة تقييم القوانين لحماية المواطنين الفرنسيين، محذرا من أن التهاون في هذا الأمر قد يؤدي إلى نتائج مأساوية.

وبينما دعا بعض البرلمانيين إلى تشديد العقوبات على المتهمين بالجرائم الجنسية، أعرب آخرون عن مخاوفهم من استغلال الحادثة لأغراض سياسية. على سبيل المثال، أكدت النائبة ساندرين رورسو، من حزب الخضر، أن مقتل واغتصاب فيليبين يستدعي “عقوبات صارمة”، لكنها حذرت في الوقت نفسه من “استغلال اليمين المتطرف لهذه المأساة لنشر خطاب الكراهية”.

من جهته، علق زعيم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا،على هذه الحادثة قائلا إن “حياة فيليبين سلبت على يد مهاجر مغربي كان من غير المفترض أن يكون في بلادنا”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *