العثور على 13 جثة قبالة سواحل المهدية لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء

تم العثور على 13 جثة تعود لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء قبالة سواحل المهدية في شرق تونس، حسبما أعلنت السلطات التونسية، والتي فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة. أعلنت السلطات في تونس العثور على جثث 13 مهاجرا ورجحت بناء على المعاينات الأولية، أنها تعود لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء.

وقال الناطق الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية فريد بن جحا إنه “تم العثور الثلاثاء (24 أيلول/سبتمبر) على 13 جثة لفظها البحر على سواحل كل من سلقطة والشابة”، قبالة سواحل ولاية المهدية.

وأضاف أن “جميع الجثث لرجال، وحسب المعاينات الأولية تعود لمهاجرين غير شرعيين من أفريقيا جنوب الصحراء”. وقال أيضا إن “السلطات القضائية فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث”.

وكان خفر السواحل التونسي قد انتشل جثث خمس مهاجرات وطفلة قبالة السواحل الشرقية، في 11 أيلول/سبتمبر الجاري. وقال حينها بن جحا إن الجثث تعود لـ”خمس نساء وطفلة يراوح عمرها بين عامين وثلاثة أعوام”، قبالة سواحل محافظة المنستير (شرق).

وتبعد أقرب السواحل الإيطالية نحو 150 كلم عن سواحل تونس، ما يجعل منها، إضافة إلى ليبيا، نقاط انطلاق رئيسية للمهاجرين الساعين لعبور البحر المتوسط إلى إيطاليا، خاصة من أفريقيا جنوب الصحراء هربا من النزاعات والفقر وبعض مظاهر التغير المناخي.

ووفق “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية”، فقد قضى وفُقد أكثر من 1300 مهاجر جراء غرق قوارب قبالة السواحل التونسية العام الماضي.

ومنذ مطلع العام الحالي حتى منتصف أيار/مايو، غرقت 103 قوارب هجرة بحسب وزارة الداخلية التونسية. كما قال الحرس الوطني إنه “اعترض وأنقذ 21.545 مهاجرا” في الأشهر الأربعة الأولى من العام، وهذا يزيد بنسبة 22.5 بالمئة عن العام الماضي.

في حين أن وزارة الداخلية الإيطالية أعلنت على منصة إكس أن السلطات في تونس “منعت مغادرة 61 ألف مهاجر أرادوا الوصول إلى السواحل الأوروبية” منذ بداية العام الحالي، وأن “هذا الرقم يشهد على الالتزام المتصاعد لدول انطلاق وعبور المهاجرين في مكافحة الهجرة غير النظامية”.

ولا تعتبر المنظمات الحقوقية تونس بلدا آمنا للمهاجرين خصوصا بعد صدور تقارير تشير إلى تعرضهم لانتهاكات شتى داخل تونس وأثناء محاولتهم مغادرتها. ووفقا لشهادات أوردها مهاجرنيوز، فغالبا ما تقوم قوات خفر السواحل التونسية بمناورات بالقرب من قوارب المهاجرين، ما يتسبب بغرقهم، كما يتهمونهم في بعض الحالات بسرقة محركات القوارب، فتجرفهم الأمواج لأوقات طويلة في عرض البحر.

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود لمهاجرنيوز في حزيران/يونيو، “لا نعتبر تونس مكانا آمنا للأشخاص الذين يفرون إليها”، وأضافت “أبرز الناجين يبدون قلقهم على سلامتهم في حال إعادتهم إلى تونس. إضافة إلى أن نوعية الإصابات التي لاحظها فريقنا الطبي (على متن سفن الإنقاذ) تؤكد على المعاناة والعنف الذي يتعرض له خصوصا المهاجرون من أصول من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس”.

وكانت إيطاليا قد سلمت السلطات التونسية الشهر الماضي ثلاثة زوارق دورية في إطار التعاون بين البلدين في ملف الهجرة، يضاف ذلك إلى إقرار مبلغ 4.8 ملايين يورو في نهاية العام الماضي، ومبلغ مماثل تقريبا هذا العام، لتدريب الحرس الوطني التونسي وتوريده بالمركبات والمعدات التقنية واللوجستية والمحروقات. وتنتقد المنظمات الحقوقية هذا التعاون وتعتبر أنه يتسبب بمزيد من الوفيات وسط المهاجرين.

وكانت تونس قد تولت مسؤولية منطقة البحث والإنقاذ الخاصة بها في البحر المتوسط، “بغية إنقاذ المزيد من الأرواح” بحسب السلطات التونسية، ومن أجل اعتراض المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى لامبيدوزا الإيطالية، ما أثار قلق المنظمات التي اعتبرت أن هذه الخطوة أيضا تتسبب في زيادة معاناة المهاجرين في واحد من أكثر طرق الهجرة فتكا في العالم.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة، خلال السنوات العشر الماضية، توفي أكثر من ثلاثين ألف مهاجر غرقا في البحر المتوسط، بما في ذلك أكثر من ثلاثة آلاف شخص العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *