
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء 9/17، طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ نيسان/أبريل 2023، والتي أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى وأدخلت البلاد في أزمة إنسانية حادة على حافة المجاعة. وجاءت دعوة بايدن بعد تجدد المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور غرب البلاد، إذ حث بايدن على ضرورة سحب القوات المتحاربة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الصراع.
وبدوره، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، عن “قلق بالغ إزاء الهجمات الجديدة لقوات الدعم السريع”، داعيا إياها إلى “وقف هجومها” في منشور نشره على منصة إكس.
وفي هذا السياق، ومع تصاعد العنف، أفادت مصادر محلية، الأربعاء، بأن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني شن غارات على مواقع قوات الدعم السريع في شرق مدني بولاية الجزيرة.
وفي تطور سابق لوتيرة القتال في السودان، أفاد شهود عيان السبت بوقوع “عدة غارات لطيران الجيش على مناطق شرق وجنوب الفاشر”، تزامنا مع “سماع أصوات المضادات الأرضية”. كما شهدت الخرطوم اشتباكات عنيفة، حيث أفاد شهود بسماع دوي “انفجارات قوية حول منطقة سلاح المدرعات جنوب العاصمة” و”تصاعد كثيف للدخان وتحليق للطيران العسكري، مع سماع أصوات قصف في وسط الخرطوم”.
وفي سياق اشتداد المعارك، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع عدد الوفيات جراء تفشي وباء الكوليرا إلى 328 حالة وفاة. وأشارت الوزارة إلى تسجيل 271 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 3 حالات وفاة، ليصل إجمالي الإصابات إلى 10,022 حالة موزعة على 8 ولايات من أصل 18، منذ تفشي الوباء في أغسطس الماضي.
وكان خبراء من الأمم المتحدة قد دعوا إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.