
بعد الخطوة المصرية بعقد اتفاقية دفاع مشترك مع الصومال وإرسال أسلحة إلى مقديشو، وهي الخطوة التي أثارت غضيا شديدا في أديس أبابا المشتبكة في خلاف سياسي كبير مع الصومال حول اعتراق أثيوبي بإقليم “أرض الصومال”، وخلاف أكبر مع مصر حول سد النهضة.يعد هذه التطورات، يستمر الصراع والتصعيد الدبلوماسي والإعلامي بين مقديشو وأديس أبابا.هدد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، يوم الجمعة 13/9، بإقامة علاقات مع المتمردين الأثيوبيين في حال مواصلة أثيوبيا اتفاقها مع من وصفهم بالانفصاليين الصوماليين، في إشارة إلى إقليم “أرض الصومال”.
مذكرة التفاهم التي وقعتها أديس أبابا مع هذا الإقليم والتي تنص على استئجار أثيوبيا 20 كيلو مترا من أراضي الإقليم الواقعة على خليج عدن لمدة 50 عاما، مقابل اعتراف أثيوبي بإقليم “أرض الصومال” فجرت الأوضاع بين مقديشو وأديس أبابا منذ بداية العام الجاري.
وأعلنت سلطات الإقليم أنه سيكون هناك اتفاقا قانونيا رسميا في وقت قريب، بناء على مذكرة التفاهم المذكورة، فيما يراه مراقبون تطورا خطيرا في منطقة القرن الإفريقي، باعتبار أن الاعتراف الأثيوبي بهذا الإقليم سيكون الوحيد في العالم، ولكنه يمكن أن يدفع دولا أخرى للاعتراف بإقليم “أرض الصومال”.
واتهم وزير الخارجية الصومالي أثيوبيا بأنها لا تريد استخدام ميناء بحري في الأراضي الصومالية، وإنما تسعى لوضع اليد على جزء من الأراضي الصومالية، مشيرا إلى وعد من جيبوتي لأثيوبيا باستخدام ميناء أقرب للأراضي الأثيوبية، ولكنها أديس أبابا أنشأت قوة بحرية للاستيلاء على أراض صومالية ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وفق ما قاله أحمد معلم فقي، الذي أشار أيضا إلى أن الصومال ستتحالف مع من يساعدها في الدفاع عن سيادتها، فيما اعتبره المراقبون إشارة إلى مصر.
وأكد الوزير الصومالي أنه في حال فشل الجولة المقبلة من المفاوضات الصومالية – الأثيوبية في أنقرة فإن بلاده “ستتخذ قرارا بعدم إضاعة مزيد من الوقت في مسار تفاوضي عقيم” مشيرا إلى أن رئيس الحكومة الأثيوبي آبي أحمد طلب عقد محادثات مباشرة مع الرئيس الصومالي خلال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وأن أديس أبابا طلبت وساطات من دول أخرى.
ويرى المراقبون أن محاولات أحمد تشير إلى عدم ثقته أو عدم اهتمامه بالوساطة التركية، حيث تتمتع أنقرة بعلاقات قوية مع مقديشو، كما يبدو أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي الأخيرة إلى العاصمة التركية قد رسمت توافقا مصريا – تركيا حول ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية، وهو ما يهدد مباشرة المشروع الأثيوبي.
وتطالب الصومال بمغادرة القوات الأثيوبية المتواجدة على أراضيها في إطار قوات حفظ السلام الأفريقية، مع نهاية تفويض هذه القوة العام الجاري، واتهمت هذه القوات الأثيوبية بأنها لم تسهم في تحقيق الأمن في المحافظات الأربعة التي تواجدت فيها، وإنما مارست سياسة الاحتواء وخلق مناطق معزولة ومفككة، على حد تعبير المسؤولين الصوماليين.
وبالرغم من وجود القوة الأفريقية كان يهدف لمساعدة الصومال في مكافحة التنظيمات المسلحة المتطرفة، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال أعاد تشكيل نفسه كجزء هام من الجماعات الجهادية العالمية، وفقا لتقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية، وأن التنظيم، وإن كان لا يشكل خطورة كبيرة على الصومال، حتى الآن، إلا أنه تمكن من التواجد في منطقة الجبال الشمالية الشرقية، وأن الصراع بين الصومال و”أرض الصومال” سهل عليه التحرك وتعزيز صفوفه، حيث يلعب دور حلقة الوصل بين العديد من أفرع تنظيم الدولة الإسلامية الأخرى، محتلا بذلك موقعا متميزا، يمكن أن يجعل منه لاعبا أساسيا في إطار الحركة الجهادية في أفريقيا. أضف إلى ذلك تنظيم حركة “الشباب” التي تنفذ الكثير من اعتداءاتها في وسط العاصمة مقديشو.
وفي خطوة لافتة، قام رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل بزيارة إلى أريتريا، رافقه خلالها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبحث تطورات الوضع في الصومال وإمكانية استعادة الملاحة في مضيق باب المندب.
التقى المسؤولان المصريان بالرئيس الأريتيري إسياس أفورقي واتفق الطرفان على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه.