
منذ بداية الحرب في قطاع غزة، نجحت قوات الجيش الإسرائيلي في استهداف مئات من أنفاق حماس، ولكن من أجل الوصول إلى موقعها الدقيق، يعمل مختبر خاص والذي ينشط بالعادة بعيدا عن الآنظار.
والحقيقة أن هذا هو المختبر التكنولوجي لاكتشاف وتحديد مواقع الأنفاق في شعبة غزة و”الشعبة التكنلوجية للبر”، حيث يوجد فيه باحثون ذوو تخصصات تكنولوجية وهندسية متنوعة، هدفهم هو مراقبة الموقع وتطور الأنفاق في غزة، التي تحاول اختراق الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية – وإحباط التهديد.
وصرح الرقيب “ت” وهو مقاتل وباحث بالطاقم “في 7 أكتوبر، فشلنا كجيش في مهمتنا المتمثلة في حماية المواطنين، لكننا عرفنا على الفور أنه يتعين علينا أن نجمع قوانا ونقوم بكل ما هو ضروري لأمن إسرائيل”. منذ الأيام الأولى للحرب كان نشاطهم مختلفاً وبدأوا العمل على تجهيز المنطقة للمناورة البرية.
وبمساعدة جمع المعلومات الاستخبارية وتحليل البيانات من القطاع، اكتشف الباحثون موقع وطبيعة الأنفاق تحت الأرض، وهكذا وجهوا أنشطة المحاربين في ساحة المعركة. أوضح ’ت’ :”يتم تدمير النفق الفعلي بمساعدة أدوات الحفر، التي يتطلب تشغيلها مهارة عالية ودقة قصوى. أنت بحاجة إلى معرفة مكان الحفر بالضبط – وهنا ندخل إلى الصورة الكاملة”.
ولأول مرة منذ تأسيسها قبل نحو عقد من الزمن، انتقل هو وأصدقاؤه إلى الميدان. “إن مسلحي حماس يختبؤون في البنية التحتية تحت الأرض. وعندما دخل المقاتلون غزة وشاهدوا الأنفاق في أعينهم – كنا نعلم أنه كان علينا أن نكون هناك إلى جانبهم. وهذا تغيير في التصور: من النشاط المستهدف، إلى تحديد مواقع البنى التحتية مع هدف تدميرها”.
وانضم الباحثون إلى العمليات مع المقاتلين في جميع أنحاء القطاع، ووصلوا معهم إلى منطقة تم تحديدها مسبقًا، وبالتالي عرفوا كيف يشيرون إلى النقطة الحرجة، ويقول ’ت’ : “وراء هذا التحديد، الذي قد يبدو غير منطقي أحيانًا، تكمن حسابات رياضية معقدة. والقدرة على فك تشفير البيانات التي نجمعها باستمرار بطريقة متعمقة”.