
قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الجمعة، إن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس ضغوطاً مكثفة على الحكومة الإسرائيلية، للموافقة على إنشاء “ممر آمن” يسمح بخروج عناصر حركة حماس العالقين في أنفاق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، على جانب الخط الأصفر في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وسط رفض إسرائيلي رسمي لأي خطوة تسمح بخروج المقاتلين الفلسطينيين.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمريكية القول إن إدارة الرئيس دونالد ترامب اقترحت خطة تقضي باستسلام المسلحين داخل أنفاق رفح، وتسليم أسلحتهم إلى طرف ثالث مقابل عفو مشروط من إسرائيل، معتبرة أن وجودهم يمثل تهديداً مباشراً لاتفاق الهدنة. وقالت هيئة البث إن واشنطن تضغط على تل أبيب للسماح بمرور آمن لعناصر حماس العالقين في رفح، إلا أن إسرائيل ترفض وبشدة هذا المقترح.
وكان الرئيس الأمريكي طرح في وقت سابق مبادرة تتضمن استسلام المسلحين في أنفاق رفح وتسليم أسلحتهم مقابل عفو إسرائيلي مشروط. ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن وجود المسلحين داخل أنفاق رفح يمثل “لغماً أمنياً” قد يهدد اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن واشنطن تسعى لتحويل هذا الحدث إلى “مشروع تجريبي لنزع سلاح حركة حماس”، تمهيداً لتطبيقه في مناطق أخرى من القطاع.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح بخروج مقاتلي حماس من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ونقلت هيئة البث عن مصدر في مكتب نتنياهو قوله إن رئيس الوزراء يمنع نحو 200 مقاتل من مغادرة الخط الأصفر، مشدداً على تمسكه بخطة نزع سلاح الحركة، وتفكيك بنيتها العسكرية بشكل كامل.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، يوم الجمعة، أن مركز التنسيق المدني العسكري الذي تقوده واشنطن سيتولى الإشراف على المساعدات الإنسانية لغزة بدلاً عن الجانب الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن “إسرائيل جزء من النقاش، لكن القرارات النهائية بيد المركز”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة “تقلص دور تل أبيب” الميداني في إدارة القطاع الإنساني.
وأوضحت المصادر للصحيفة أن الهدف الاستراتيجي الأمريكي يتمثل في مراقبة تصرفات نتنياهو لضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وعدم العودة إلى العمليات العسكرية. في المقابل، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني أن التحكم بتوزيع المساعدات سيبقى بيد إسرائيل، بينما تتولى واشنطن التنسيق الإنساني مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، تضغط واشنطن للموافقة على مقترح يشمل خروج مقاتلي حماس مقابل تحييد الأانفاق، تمهيداً لإنشاء ما دعتها الهيئة بـ “منطقة نموذجية” في رفح تضم سكاناً غير مرتبطين بالحركة، مع نشر القوة الدولية المرتقبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي وسط ترقب لتصويت مجلس الأمن الدولي بشأن تشكيل قوة استقرار دولية في قطاع غزة وفقا للخطة لمشروع القرار الأمريكي الذي يسمح بانضمام الدول المتطوعة للمشاركة في القوة فور صدور تفويض أممي، في إطار خطة واشنطن لما بعد الحرب في غزة.
