رفات غولدن تعود بعد 11 عاما على مقتله في غزة

أعلنت تل أبيب، يوم الأحد 09 نوفمبر/تشرين الثاني، تسلمها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفاتاً يعتقد أنه يعود للضابط الإسرائيلي هدار غولدن، الذي قتل خلال عملية “الجرف الصامد” في قطاع غزة عام 2014. تأتي الخطوة بعد أكثر من 11 عاماً من الجهود العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية التي فشلت قبل ذلك بإعادته، وفي توقيت بالغ الدقة وسط مفاوضات معقدة بشأن مستقبل مقاتلي حركة حماس العالقين في أنفاق مدينة رفح في قطاع غزة.

أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الجيش الإسرائيلي تسلم نعش رهينة قتل وتم نقله من قطاع غزة بمساعدة الصليب الأحمر”، وأشار البيان إلى أن خبراء الطب الشرعي سيقومون بإجراء فحوص الحمض النووي لتأكيد إن كان يعود للضابط غولدن.وبحسب كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، فقد تم العثور على الجثة داخل نفق في مدينة رفح جنوب القطاعن داخل ما بات يعرف باسم “المنطقة الصفراء” بعد عملية بحث دقيقة وخلال عمليات حفر استغرقت اياماً. 

وقالت الحركة في بيان لها إن “تسلم الرفات في إطار صفقة طوفان الاقصى لتبادل الأسرى”، وفقاً لبيان القسام. كان الضابط غولدن البالغ من العمر 2 عاماً حينذاك، ضابطاً في لواء غفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي. وهو اللواء المكلف بمهام تدمير أنفاق حركة حماس في غزة خلال حرب عام 2014. وبحسب التقارير، تم فقدان الاتصال بغولدن في الأول من آب/أغسطس من ذلك العام، وقبل دقائق قليلة من هدنة إنسانية بيين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، عندما هاجمه مقاتلو القسام وسحبوه إلى أحد الانفاق في رفح جنوباً.

ورد الجيش الإسرائيلي على أنباء اعتقال الضابط غولدن حينها بتفعيل بروتوكول “هانيبال” الشهير، الذي يسمح باستخدام القوة المفرطة لمنع أسر الجنود حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم، ما تسبب في قصف عنيف للمدينة وقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين. ومنذ ذلك الوقت، تحول غولدن إلى رمز وطني في إسرائيل، وأطلقت عائلته حملات ضغط على الحكومات المتعاقبة في إسرائيل لاستعادة رفاته. ويعد غولدن آخر المفقودين من حرب عام 2014، بعد استعادة جثمان الجندي أورون شاؤول في وقت سابق من العام الجاري.

نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يكون تسليم الجثة هو “جزء من أي صفقة تبادل جديدة” مع حركة حماس. وأكد بيان نتنياهو أن العملية “إنسانية بحتة”، ولا تمت بصلة لأي حديث عن انفراجة مقبلة أو عفو إسرائيلي على مقاتلي حركة حماس العالقين في أنفاق رفح.

من جانبها، قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن هناك ضغوطاً أمريكية لترتيب اتفاق إنساني يسمح بخروج مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق رفح مقابل تسليم رفات غولدن، الأمر الذي أكدته أيضاً وسائل إعلام أمريكية بينها صحيفة واشنطن بوست. ويرى محللون أن توقيت تسليم رفات غولدن “ليس مصادفة”، بل يأتي في إطار “مفاوضات غير معلنة” بوساطة أمريكية وقطرية، في محاولة لفتح مسار جديد لتبادل الأسرى وتهدئة الوضع في قطاع غزة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *