
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستستأنف تجاربها النووية بعد توقف استمر ثلاثة عقود، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستجري على “أساس متكافئ” مع الدول الأخرى، ولا سيما روسيا والصين، اللتين تنفذان برامج مماثلة. وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، قبيل لقائه المرتقب بالرئيس الصيني شي جين بينغ، قال ترامب: “نظرًا لبرامج التجارب التي تنفذها دول أخرى، وجهتُ وزارة الحرب لبدء اختبار أسلحتنا النووية على أساس متكافئ“.
وأوضح في المنشور أن “العملية ستبدأ فورًا”، من دون أن يحدد نوع التجارب النووية التي ستُنفذ.
وأشار ترامب في منشوره إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر عدد من الرؤوس النووية في العالم، مؤكدًا أنه أنجز “تحديثًا كاملًا وتجديدًا للأسلحة الموجودة” خلال ولايته الأولى. ولفت إلى أن روسيا تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الرؤوس النووية، فيما تأتي الصين في “مرتبة بعيدة ثالثة، لكنها ستقترب خلال خمس سنوات”، في إشارة إلى أن حديثه عن “الأساس المتكافئ” موجه إلى هاتين الدولتين تحديدًا. وقال ترامب: “نظرًا للقوة التدميرية الهائلة (للأسلحة النووية)، كرهتُ أن أفعل ذلك، لكن لم يكن أمامي خيار آخر“.
أفاد التقرير السنوي الصادر في يونيو/حزيران الماضي عن “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” بأن الولايات المتحدة تمتلك 1770 رأسًا نوويًا منتشرًا، وهو العدد الأكبر بين جميع الدول. كما تحتفظ الولايات المتحدة بـ1930 رأسًا نوويًا مخزنًا، ليرتفع إجمالي مخزونها العسكري إلى 3700 رأس.
أما روسيا، فيُقدر أنها تمتلك عددًا أقل بقليل من الرؤوس المنتشرة يبلغ 1718 رأسًا، غير أن مخزونها الذي يصل إلى 2591 رأسًا يجعل إجمالي ترسانتها أكبر بكثير، إذ يبلغ 4309 رؤوس. وفي عام 2025، أخرجت الولايات المتحدة وروسيا من الخدمة 1477 و1150 رأسًا نوويًا على التوالي.
ويُقدر التقرير أن الصين تمتلك 24 رأسًا نوويًا فقط في الخدمة الفعلية، لكن ترسانتها العسكرية الإجمالية التي تضم 600 رأس، منها 576 مخزنًا، تجعلها ثالث أكبر قوة نووية في العالم. وأشار تقرير المعهد إلى أن المخزون النووي الصيني ارتفع من 500 إلى 600 رأس خلال العام الماضي، موضحًا أن “الترسانة النووية الصينية تنمو بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى، بمعدل نحو 100 رأس جديد سنويًا منذ عام 2023. وبحلول يناير/كانون الثاني 2025، كانت الصين قد أتمت أو أوشكت على إتمام بناء نحو 350 صومعة جديدة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات“.
وتُعد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من أبرز الوسائل القادرة على إيصال الأسلحة النووية إلى أهداف تبعد آلاف الأميال. إلى جانب النمو السريع للترسانة النووية الصينية، يُرجح أن إعلان ترامب جاء أيضًا ردًا على التجارب النووية الأخيرة التي أجرتها روسيا. ففي مطلع الأسبوع الجاري، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده اختبرت طائرة مسيرة جديدة تعمل بالطاقة النووية، ويمكن تزويدها برأس نووي.
وقال بوتين إن هذه الطائرة، التي تُعرف باسم “بوسيدون”، تعمل بمفاعل نووي “أصغر مئة مرة” من المفاعلات المستخدمة في الغواصات، وإن رأسها النووي “أشد فتكًا بكثير” من أقوى صواريخ روسيا الباليستية العابرة للقارات من طراز “سارمات“.
وبما أنها تعمل بالطاقة النووية، فإن “بوسيدون” تتمتع عمليًا بمدى غير محدود. وقبل أيام فقط، تباهى بوتين أيضًا بصاروخ “بوريفيستنيك” الجديد، وهو صاروخ جوال يعمل بالطاقة النووية ومزود برأس نووي، يتمتع هو الآخر بمدى غير محدود ويمكنه التحليق في الأجواء لأيام عدة قبل ضرب هدفه.
