إيلون ماسك يتعاطي مواد مخدرة ومصاب في المثانة

وسط تحركاته السياسية الحثيثة، كُشف، الجمعة 30 مايو 2025، أن الملياردير إيلون ماسك كان يتعاطى مواد مخدرة بشكل مكثف، وصلت إلى حد إصابته بمشكلات في المثانة نتيجة الاستخدام المزمن للكيتامين، وهو عقار مخدر قوي يُستخدم طبيًا بجرعات دقيقة.

وفق مصادر مطلعة، لم يكتف ماسك باستخدام الكيتامين وحده، بل أدرج ضمن عادته اليومية مزيجًا من الإكستاسي والفطر المخدر، وكان يتنقل حاملًا علبة دواء يومية تحتوي على نحو 20 قرصًا، منها ما يحمل اسم “أديرال”، أحد المنشطات الشائعة، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

تعاطٍ مفرط للمخدرات ومضاعفات صحية

اللافت أن هذا تعاطي ماسك للمخدرات لم يكن مجرد سلوك عابر، بل تجاوز مرحلة الاستخدام العرضي ليصبح ممارسة شبه يومية.

رغم تبريره بأن الكيتامين يُوصف له طبيًا لعلاج الاكتئاب ويتناوله كل أسبوعين تقريبًا، فإن مقربين منه أكدوا أنه كان يستخدمه بكميات تفوق بكثير ما هو آمن، ما تسبب له بمشاكل جسدية واضحة، أبرزها الضرر في المثانة.

سلوك غريب وسط السلطة

خلال صعوده إلى الدائرة الضيقة حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يكن ماسك بعيدًا عن الأضواء، إذ قدم تبرعات ضخمة تجاوزت 275 مليون دولار لصالح حملة ترامب، وقاد تجمعات انتخابية بحماس. لكنه في الكواليس، بحسب مصادر، كان يظهر سلوكًا غريبًا، يصفه البعض بـ”المقلق”، من إهانة الوزراء إلى حركات استعراضية باليد أثارت استغراب الحضور، وصولًا إلى ردود متخبطة في مقابلات صحفية.

على الجانب الشخصي، تزايد اضطرابه الأسري. خاض ماسك علاقات متشابكة ومعارك قانونية بشأن حضانة أطفاله، وسط قلق من شركاء سابقين على سلامة الأبناء، كما حدث مع الفنانة الكندية “جرايمز” التي أعربت عن مخاوفها من خرقه لاتفاق إبقاء أطفالهما بعيدًا عن الإعلام، خاصة بعد اصطحابه لطفلهما إلى المكتب البيضاوي. وبرز خلاف علني آخر حين كشفت الكاتبة اليمينية آشلي سانت كلير أنها أنجبت من ماسك طفلًا، رفضت التكتم على نسبه رغم عرض مالي كبير، ما دفعه للجوء إلى القضاء لإسكاتها.

أدوية وألعاب فيديو ووساوس سياسية

يبدو أن حياة ماسك في الأشهر الماضية أصبحت محاطة بالعزلة والوساوس. يقضي ساعات أمام ألعاب الفيديو، يعاني من نوبات شراهة، ويتناول أدوية لإنقاص الوزن، ينشط على منصته إكس، بشكل مكثف، وينشر تعليقات ليلية ونهارية، ما أثار قلق محيطه.

وقد أبدى بعض أعضاء مجلس إدارة “تسلا” قلقهم من سلوكه، لا سيما تعاطيه لعقار “أمبين” المنوم، كما أشار تقرير سابق إلى تاريخ ماسك في تعاطي المخدرات الترفيهية، وفقًا لـ”وول ستريت جورنال”.

ورغم نفيه المتكرر لتعاطي المخدرات بشكل غير مشروع، أكدت “نيويورك تايمز” نقلًا عن مصادر متعددة أن الكيتامين لم يكن مجرد علاج بل عادة متصاعدة، وغالبًا ما كان يستخدمه مع مواد أخرى، في لقاءات خاصة داخل الولايات المتحدة وخارجها.

تحذيرات صحية وقانونية

السلطات الصحية الأمريكية شددت على أن الكيتامين يجب استخدامه حصريًا تحت إشراف طبي ولفترات قصيرة، محذّرة من مخاطره النفسية والجسدية، بما في ذلك التسبب بمشكلات خطيرة في المثانة لدى المستخدمين المزمنين.

ورغم إلزام شركته “سبيس إكس” بسياسات صارمة بشأن عدم تعاطي الموظفين للمخدرات، فإن ماسك، حسب الشهادات، كان يتلقى تحذيرات مسبقة قبل الفحوص العشوائية، ما يثير التساؤلات بشأن تواطؤ محتمل أو تساهل داخل الشركة.

أما ماسك نفسه، فلم يرد على أي من طلبات التعليق، واكتفى في مؤتمر صحفي بالتشكيك في مصداقية التقارير الصحفية، طالبًا من المراسلين “المضي قدمًا”.

من الرأسمالية إلى المؤامرة.

مع تصاعد نفوذه السياسي، تحول ماسك إلى أحد أبرز الداعمين لترامب، وأصبح ينتقد الرئيس بايدن علنًا، معتبرًا أنه مستهدف سياسيًا من قبل إدارته. كتب في رسالة نصية: “لا أستطيع أن أكون رئيسًا، لكن يمكنني مساعدة ترامب على هزيمته”.

في الخامس من أكتوبر، ظهر للمرة الأولى مع ترامب في تجمع انتخابي، حيث عبّر عن حماسه برسائل مشفّرة لمقربين منه: “غدًا سنكشف عن الشذوذ في المصفوفة.. أشعة ليزر من الفضاء”، في تعبيرات أربكت حتى أنصاره.

وعقب فوز ترامب، لعب ماسك دورًا محوريًا في تشكيل الحكومة الجديدة، فشارك في اجتماعات رسمية واتصالات مع قادة دول، واضطلع بإصلاحات مقترحة عبر وزارة “الكفاءة الحكومية”، قبل أن يعلن انسحابه من السياسة مساء الأربعاء، معلنًا ندمه على تفرغه لهذا الميدان على حساب أعماله.

ماسك.. عبقري متقلب أم خطر قائم؟

بين الإعجاب بعبقريته التقنية والقلق من اضطراباته النفسية، يتباين تقييم من عرفوا ماسك. يقول فيليب لو، عالم الأعصاب وصديقه السابق: “لقد تجاوز إيلون حدود السلوك السيئ أكثر فأكثر”.

وبينما يحاول ماسك، البالغ 53 عامًا، الحفاظ على صورته كمبتكر ثائر وصاحب رؤية، فإن الحقائق التي تتكشف مؤخرًا قد تهدد إرثه، وتلقي بظلال ثقيلة على مستقبل مشاريعه، وأبرزها تلك المرتبطة بأمن الدولة والفضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *