
تفيد التقارير الصحفية أن الحكومة المغربية تخطط لقتل ما يصل إلى ثلاثة ملايين كلب ضال بشكل منهجي. ويهدف هذا الإجراء إلى “تجميل” المشهد الحضري للسياح وجذب الاهتمام الدولي خلال مونديال 2023.
وتدق منظمات ونشطاء رعاية الحيوان ناقوس الخطر وتطالب بإنهاء هذه الحملة الوحشية على الفور. وبحسب تقارير إعلامية مختلفة ونشطاء في مجال حقوق الحيوان، فإن الكلاب الضالة تُقتل في جميع أنحاء البلاد عن طريق التسميم أوإطلاق النار. وتبرر السلطات المغربية هذه الإجراءات بمخاوفها بشأن السلامة العامة، وخاصة احتمال انتقال داء الكلب.
لكن الخبراء يشيرون إلى أن هذا النوع من القتل ليس قاسياً فحسب، بل وغير فعال أيضاً. لا يمكن تخفيض العدد بشكل دائم عن طريق قتل الحيوانات بشكل فردي، حيث أن الكلاب الجديدة سوف تنتقل إلى المناطق الخالية. وأثارت هذه الخطط موجة من الغضب ليس فقط في المغرب نفسه، بل على المستوى الدولي أيضا.
وتدعو العديد من منظمات رعاية الحيوان، بما في ذلك جمعية رعاية الحيوان الألمانية ومنظمة بيتا، الحكومة المغربية إلى تنفيذ بدائل إنسانية للحد من أعداد الكلاب الضالة. أعربت عالمة الرئيسيات الشهيرة عالميًا الدكتورة جين جودال عن رعبها ودعت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى استخدام نفوذه لوقف حملة القتل. ويؤكد نشطاء حقوق الحيوان أن هناك طرق أخلاقية ومستدامة لمعالجة مشكلة الكلاب الضالة.
إن برامج الإخصاء والتطعيم الناجحة، كما هو الحال في العديد من البلدان الأخرى، يمكن أن تؤدي إلى تقليص عدد الكلاب على المدى الطويل دون التسبب في معاناة. وفي المغرب، كانت هناك بالفعل مشاريع لإخصاء الكلاب الضالة وتطعيمها، لكنها لم تحصل على التمويل الكافي. والآن يتعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أيضا لانتقادات. ويطالب نشطاء حقوق الحيوان اتحاد كرة القدم بالضغط على الحكومة المغربية لمنع هذه الإجراءات القاسية.
وقد أدت الاحتجاجات المماثلة في بلدان أخرى استضافت أحداثاً كبرى في الماضي إلى وقف أو تقليص حملات القتل. ولكن كيف يمكننا المساعدة؟ وتعمل بالفعل مبادرات مختلفة على تحسين الوضع. توقيع الالتماسات: أطلقت العديد من منظمات رعاية الحيوان عرائض لحث الحكومة المغربية على اتخاذ الإجراءات اللازمة. كل توقيع يمكن أن يساعد في بدء التغيير. تعبئة الجمهور: يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبناء الضغط الدولي. كلما زاد الاهتمام، كلما زادت فرصة ردود الفعل السياسية.
وتساعد التبرعات والعمل التطوعي المنظمات المحلية التي تعمل بنشاط من أجل إيجاد حلول مستدامة وإنسانية. كل مساهمة لها قيمتها – معًا يمكننا إحداث فرق في حياة الحيوانات! وتشكل عمليات القتل الجماعي المخطط لها للكلاب الضالة في المغرب مثالاً مثيراً للقلق على الإجراءات القاسية التي تتخذها بعض البلدان في الفترة التي تسبق الأحداث الرياضية الكبرى. وبدلاً من العنف قصير الأمد، ينبغي تعزيز الحلول المستدامة والإنسانية مثل برامج الإخصاء والتطعيم. إن الضغوط الدولية تتزايد، ويبقى أن نأمل أن تعيد المغرب النظر في هذه الممارسة الوحشية قبل فوات الأوان.