
قبل نحو شهر، استيقظت السيدة نوف (اسم مستعار) في صباح يوم كويتي مشمس، لتجد نفسها بلا هوية أو جواز سفر أو حساب بنكي أو وظيفة؛ فقد أدرج اسمها ضمن 2162 شخصا أعلنت السلطات الكويتية سحب جنسياتهم من دون توضيح أسباب محددة. لي نوف عبر الهاتف من رقم غير كويتي وباسم مستعار، فالحديث عن الأمر في هذا البلد الخليجي يبدو حساسا لدرجة يرفض فيها الغالبية الساحقة ممن سحبت جنسياتهم مشاركة تجاربهم على أي نحو.
قالت نوف: فجأة سحبت جنسيتي هكذا، أمر لا على البال ولا على الخاطر. لم أستطع استيعاب ما يحدث .. إجراء السحب كان عجيبا غريبا ومهينا جدا. عرفت الخبر من رسالة بعثها لي والدي يسألني إن كنت مؤمنة بالقضاء والقدر أم لا؟ ثم يخبرني بأن اسمي مدرج ضمن قائمة من سحبت جنسياتهم والمنشورة في الجريدة الرسمية للدولة.
بحثت نوف عن اسمها بالكامل فوجدته ضمن القائمة بالفعل. تقول إنها صعقت من هول الصدمة، فحاولت الدخول على تطبيق هويتي – وهو تطبيق حكومي الكتروني لبطاقات الهوية للمواطنين والمقيمين في الكويت- ولكن مع كل محاولة، ظهر لها إشعار غير مخول للدخول.
تلقت نوف بعدها اتصالا من مديرتها في العمل لتخبرها إنه سيتم إنهاء عملها كمدرسة في إحدى المدارس الحكومية في الكويت. فالمسحوبة جنسياتهم لا يتمتعون بذات المزايا الوظيفية التي توفرها الدولة للمواطنين.