
إضافة إلى فيينا النمساويّة، احتلت ثلاث مدن أوروبية أخرى المراكز العشرة الأولى في عام كان فيه عدم الاستقرار العالمي وتكلفة المعيشة يثقلان كاهل العباد في العالم. للسنة الثالثة على التوالي، تُوّجت العاصمة النمساوية المدينة الأكثر ملاءمة للعيش من بين 173 أخرى، مدرجة في مؤشّر مجلة “ذي إيكونومست” (The Economist) السنوي لقابلية العيش العالمي.
تبدو قبضة المدينة على المركز الأول غير قابلة للمساومة، حيث يمثل عام 2024 المناسبة التاسعة من بين آخر 11 تقريراً للمؤشر التي احتلت فيها المركز الأوّل. ظلت المراكز العشرة الأولى لهذا العام دون تغيير يُذكر مقارنة بالعام الماضي 2023. وقد هيمنت مدن أوروبا الغربية على وجه الخصوص، حيث احتلت المراكز الثلاثة الأولى في أعلى القائمة.
يبقى مؤشّر “قابلية العيش” خاضعا للتأويل الشّخصي لكل فرد، ومع ذلك، تُحدّد “ذي إيكونومست” الدرجات من خلال مجموعة من المعايير. إذ يتم تحديد الترتيب العام بعد حساب متوسّط درجات كل مدينة، من أصل 100 نقطة في خمس فئات مختلفة، وهي: الاستقرار والثقافة والبيئة والتعليم والرّعاية الصحّية والبنية التحتية.
وتحتسب كل فئة 30 نقطة من البيانات والتحليلات التي تساعد على تحديد النتيجة النهائية. فعلى سبيل المثال، تحت فئة الاستقرار، يؤخذ في الاعتبار خطر الإرهاب وحوادث الاضطرابات المدنية ومستويات الجريمة. وفي الرعاية الصحية والتعليم، يتم النظر في جودة الخدمات وتوافرها. أما بالنسبة للبنية التحتية، فيتم تقييم وسائل النقل العام والطرق وخطوط المواصلات والإسكان والمرافق العامة.
ارتفع متوسط الدرجات هذا العام إلى 76.1 من أصل 100، وذلك بفضل التحسينات المسجّلة في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية، وفي المقابل شهدت درجات فئة الاستقرار انخفاضا ملحوظا. وفضلا عن الاحتجاجات على الهجرة والزراعة في أوروبا، والاضطرابات والحروب في أجزاء أخرى من العالم، لا تزال أزمة غلاء المعيشة المستمرة تمثّل المعضلة الأبرز.
وتم التأكيد على أنّ التّضخم هو السبب الرئيسي لأزمات الإسكان في العديد من المدن في التصنيف، بما في ذلك أستراليا وكندا حيث تقلّ مساكن الإيجار وترتفع تكلفة شراء العقارات.وبحسب تصنيف مؤشر “ذي إيكونومست”، تبقى أوروبا الغربية المنطقة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم حيث حصلت 30 مدينة منها على إجمالي 92 نقطة من أصل 100. ومع ذلك، أشار الاستطلاع إلى أن النتيجة الإجمالية للمنطقة قد تراجعت منذ العام الماضي بسبب عدم الاستقرار المتزايد في بلدان مثل ألمانيا وأيرلندا التي هزتها الاحتجاجات التخريبية.
ولوحظ أكبر تحسّن في أوروبا الشرقية التي احتلت المركز الرابع بناءً على درجات التعليم العالي والرعاية الصحية. وجاءت على رأسها بودابست التي حصلت على 92 درجة متقدّمة بسبع مراتب (37). وتقدّمت كل من بلغراد وبوخارست ستة وخمسة مراكز على التوالي، كلاهما بنتيجة 74.5.
وفيما يتعلق بالمدن التي سجّلت أسوأ تراجع، فقد كانت ثمان منها في أوروبا الغربية وفي مقدّمتها دبلن التي خسرت 7 مراكز (39). وشهدت المدن الألمانية بشكل عام أسوأ الانخفاضات، حيث تراجعت ميونيخ بـ6 مراكز لتحتل المرتبة 27 مناصفة مع هامبورغ التي تراجعت بـ5 مراكز.