من هو جورج سورس الرجل النافذ المؤثر على احداث العالم (1-4)

دعوني اولا ان احدثكم عن مصطلح الفوضى الخلاقة Constructive Chaos  أو الفوضى البناءة وهي حالة سياسية أو إنسانية يتوقع أن تكون مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث. ويعتقد أصحاب وأنصار الفوضى الخلاقة بأن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار؛ سوف يؤدي حتماً إلى بناء نظام سياسي جديد، يوفر الأمن والازدهار والحرية. غير أنه عادة ما يكون لها أهداف أخرى تصب في مصلحة من يقوم على إحداثها.

وهذا المصطلح ليس جديداً بل وجد في أدبيات الماسونية القديمة، حيث ورد في أكثر من مرجع، كما أشار إليه الباحث الأمريكي دان براون. وينسب إلى الأب ديف فلمنغ بكنيسة المجتمع المسيحي بمدينة بتسبرغ ببنسلفانيا قوله: إن الإنجيل يؤكد لنا أن الكون خلق من فوضى، وأن الرب قد اختار الفوضى ليخلق منها الكون، وعلى الرغم من عدم معرفتنا لكيفية هذا الأمر إلا أننا متيقنون أن الفوضى كانت خطوة مهمة في عملية الخلق.

ويؤكد مارتن كروزرز – مؤسس مذهب جديد في علم العلاج النفسي – أن الفوضى إحدى العوامل المهمة في التدريب والعلاج النفسي، فعند الوصول بالنفس إلى حافة الفوضى يفقد الإنسان جميع ضوابطه وقوانينه، وعندها من الممكن أن تحدث المعجزات.. فيصبح قادراً على خلق هوية جديدة، بقيم مبتكرة ومفاهيم حديثة، تساعده على تطوير البيئة المحيطة به.

ويعتبر سوروس شخصًا فاعلاً في إقامة النظام العالمي الجديد بإستراتيجية الفوضى الخلاقة عن طريق القوى الناعمة والثورات الملونة، فمن هو جورج سورس؟ يعد الملياردير اليهودي الشهير مهندس الجمعيات السرية في العالم، كما أنه يعد أحد أهم أغنياء العالم الـ52، وفقًا لتصنيفات دولية، اليهود الأغنى في العالم والذين يتحكمون في اقتصاده، وأغنى أغنياء العالم هم في الأصل من العوائل اليهودية الحاكمة في “إسرائيل”، “هذه العوائل هي من تتحكم في العالم، وهم من يسيّرونه حسب رغباتهم، ويتحكمون بالسياسة النقدية ومنها صندوق النقد الدولي”. 

الملياردير جورج سورس يهودي مجري الاصل وحامل للجنسية الامريكية بعد هروبه من الهولوكوست يعزز نشاطه وتمويله فيما يسميه هو “دعم المصالح الليبرالية والقيم الديمقراطية في العالم” من خلال تمويله لحركات يدعي انها ديموقراطية مثل Antifa و Black Lives Matterوهو من اللاعبين الاساسيين في فريق اوباما وكلينتون وبيل جيتس. وتقدر ثروته بـ 44 مليار دولار. وهذا غير المليارات الثلاثون التى صرفها على افكاره ومشاريعه في العالم. ومن المعروف ان جورج سورس واصدقائه اوباما وكلينتون وبيل جيتس من الشخصيات المكروهة حتى داخل امريكا وكثيرا مايصلهم رسائل تهديد بالقتل على صندوق البريد الخاص بهم.

وُلد جورج سورس في 11 من أغسطس عام 1930 في بودابست عاصمة المجر ، كان اسمه جورج شوارتز، هو ابن تيودورو شوارتز، والده محامي وأمه تنتمي لعائلة تملك محلاً لبيع أقمشة الحرير، وحسب كتاب “سوروس.. المليونير المخلص” الذي أصدره مايكل كوفمن محرر صحيفة نيويورك تايمز عام 2002، كان والد جورج يُعرف أيضًا بتيفادار وهو مجري يهودي، سُجن خلال الحرب العالمية الأولى، وهرب بعدها من روسيا لينضم إلى عائلته في بودابست.

كان جورج في سن الـ13 عندما استلم الحزب النازي الألماني زمام الحكم لدى حليفه الهنغاري في 21 من مارس 1944، حينها انطلقت موجة إبادة اليهود المجر فيما بات يعرف بـ”الهولوكست”؛ لذلك منح والد جورج أولاده هويات مزورة، وكان يدفع أموالاً لآباء مجريين مسيحيين لاعتبار أولاده أفراد من عائلاتهم.

هنا تغير اسم جورج ليكون ساندور كيس، الابن بالتبني لرجل يدعى باوفلوس، أحد موظفي الحكومة الفاشية، كان سوروس يرافق الأخير ليوزع الإنذارات على اليهود ويصادر ممتلكاتهم، ويصف جورج هذه المرحلة من حياته بـ”المؤشر لنوعية أخلاقه”، وبعد معركة بودابست بين القوات النازية والسوفيتية، بقي جورج على قيد الحياة؛ ما دفعه للعمل كصراف للعملات خلال التضخم الكبير الذي أصاب اقتصاد هنغاريا بين 1945 و1946، وفي هذا العام، هرب سوروس من الاحتلال السوفيتي عبر عضويته في جمعية “اسبرانتو” الشبابية.

مجلة “ذي جويش بوست” اليهودية، الأكثر قراءة في الولايات المتحدة، وصفته بـ”الملك ميداس”، كناية عن الرجل في الأسطورة اليونانية الذي يحول كل شيء يلمسه إلى ذهب.

تزوج سوروس عام 1924، وهاجر عام 1947 إلى إنجلترا، حيث تقدم للدارسة في كلية لندن للاقتصاد ليكون أفقر طالب فيها، فعمل كنادل ليؤمن لنفسه ما يقتات به، وأنهى دراسته حاصلاً على درجة البكالوريوس في الفلسفة 1951، وخلال عام 1954 حصل على الدكتوراة في نفس التخصص، وتسلم الدكتوراة الفخرية من جامعة يال وأكسفورد.

بعد تخرجه وجد سوروس صعوبة في الحصول على عمل، فاستقر على وظيفة كبائع متجول في المنتجعات الساحلية الويلزية، ووصف هذه الفترة بأنها “نقطة منخفضة في حياته”، كتب رسائل إلى عدد من البنوك التجارية التي تطلب موظفين إلا أن العديد منها تجاهله، والبعض الآخر كان يذله في أثناء المقابلات، وعمل ببنك “”Singer & Friedlander بلندن ككاتب عمومي.

عام 1956 انتقل سوروس إلى نيويورك، حيث كان يعمل مُحكّمًا تجاريًا لشركة “إف إم ماير”، وكان متخصصًا في الأسهم الأوروبية، قبل أن يعرض عليه صديقه العمل كسمسار أوراق مالية بمكتب والده، ليحتل الملياردير الأمريكي، بعد سنوات من التحدي، المرتبة الـ 29 في قائمة أغنى رجل مال وأعمال في العالم، لدرجة أن مجلة “ذي جويش بوست” اليهودية، الأكثر قراءة في الولايات المتحدة، وصفته بـ”الملك ميداس”، كناية عن الرجل في الأسطورة اليونانية الذي يحول إلى ذهب كل شيء يلمسه.

وقد نشر موقع ويكليكس 25000 وثيقة تكشف أن سوروس الذي يبلغ 88 عامًا (وقت نشر هذه الوثائق) هو رئيس الظل للولايات المتحدة، وصانع السياسات أكثر من 100 دولة أخرى حول العالم لفرض أجندة سياسية يؤمن بها ويحارب بكل قوته من أجل فرضها سواء في الداخل أو الخارج، ووفقًا للوثائق فإن لسوروس نفوذًا كبيرًا داخل البيت الأبيض وأيضًا داخل الحزب الديموقراطي، من خلال عدة مؤسسات يمتلكها مثل مجموعة الأزمات الدولية والمجتمع المفتوح والتقدم وغيرها الكثير.

في الحلقة القادمة

كيف تسبب جورج سورس عام 1992 في إفلاس البنك المركزي البريطاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *