
تناول ماتياس كولب في صحيفة تاغيس أنتسايغير، الاعتراف الأخير للجيش الإسرائيلي بارتكاب أخطاء جسيمة في حماية كيبوتس بئيري، خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدّى إلى مقتل 101 من سكّان الكيبوتس*. وقال الصحفي إن هذا الاعتراف جاء في تقرير مفصّل، صدر يوم 11 يوليو الجاري، ويهدف إلى استعادة الثقة في الجيش الإسرائيلي، ولكنه ترك العديد من الأسئلة دون إجابة، وكشف حجم التوترات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، وتأثيرات هذه الأخطاء على العمليات العسكرية الجارية في غزة، وعلى ثقة الجمهور في الجيش الإسرائيلي.
وأوضح التقرير أن مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي اقتحموا كيبوتس بئيري، الواقع على بعد كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي مع قطاع غزة، وقتلوا 101 من سكانه البالغ عددهم.نّ حوالي ألف نسمة. كما تم اختطاف 30 شخصًا، وما يزال 11 منهم رهائن لدى حماس. ووفق التقرير الإسرائيلي، فقد استغرق الجيش سبع ساعات للوصول إلى الكيبوتس، حيث لم تصل قوات كافية إلا في الساعة 1:30 ظهرًا، بينما كان الهجوم قد بدأ في الساعة 6:30 صباحًا.
وأكّد كولب أن الجيش الإسرائيلي عانى من الفوضى والصدمة والارتباك على جميع المستويات، حيث لم يكن مستعدًا لهجوم منسق على هذا النطاق. ونقل أنه، على الرغم من شجاعة وفعالية 26 من السكان وحراس وحارسات الأمن الذين واللواتي دافعوا.ن عن الكيبوتس، إلا أن القوات النظامية انتظرت لساعات قبل أن تتلقى أوامر بالدخول.
وطالب.ت الناجون.ات من المذبحة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لفحص الأحداث التي جرت حول 7 أكتوبر، محمّلين.ات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللجنة ستتشكّل قريبًا، حيث إن تشكيلها يتطلّب موافقة الحكومة أو البرلمان، وكلاهما تحت سيطرة نتنياهو، وفق الصحيفة.
وبيّن كولب أنّ هذا الإخفاق الواضح، وما تبعه من ردود فعل غاضبة، كشف عن حجم الأزمات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، حيث يدعو وزير الدفاع يوآف غالانت إلى تشكيل لجنة تحقيق مع توجيه الاتهامات لرئيس وزراء الحكومة.
وأضافت الصحيفة أن العديد من الأسئلة تبقى دون إجابة، ومن بينها دور أجهزة الاستخبارات، وما إذا تضمّنت الأوامر التي صدرت لأفراد الجيش عند وصولهم إلى بئيري، إعطاءَ الأولوية لإنقاذ المدنيين.ات. غير أن تاغيس أنتسايغير أشارت إلى صعوبة الإجابة على هذه الأسئلة، بسبب استمرار تحقيقات الجيش في سلوك أفراده خلال عدة معارك. ومن المقرّر أن يُستكمل ويُنشر 20 تحقيقًا إضافيًا بحلول نهاية شهر أغسطس.
وفي ختام تقريره، كتب ماتياس كولب أنه يبقى أن نرى تأثير هذه التطورات على الجيش الإسرائيلي، وتأثيرات الأخطاء على العمليات العسكرية في غز،ة والثقة فيه من قبل الشعب، وذلك في ظلّ الضغوط المتزايدة من داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه.