الجالية المصرية في النمسا بين الأصولية وكدابين الزفة

“يورو عرب برس ”

تم النشر في 6 يونيو 2014

كانت ومازالت وسيلة الإعلام الوحيدة في النمسا التي تغرد خارج سرب الجالية المصرية ، وهي التي كشفت دائما منذ تأسيسها بشكل رسمي عام 2004 كل التكتلات الرجعية الظلامية العربية في النمسا وسلطت الأضواء على اكبر تكتل لجماعة الاخوان المسلمين في النمسا وخاصة مدينة جراتس وكذلك بعض الجماعات الإسلامية بأطيافها العديدة، وغطت بالمستندات والتسجيلات الكثير من التحقيقات والاخبار التي فضحت الارهاب الاصولي الاسلامي في النمسا.

لم تكن حملات وكالة انباء يورو عرب برس مجرد اعمال صحفية محترفة، ولكنها كانت ايضا نموذج للتمسك بالقيم والاخلاق والمبادئ وحب الوطن، واكدت ان الضمائر الحية لا تباع ولاتشترى ، وهذا ماأدركته الجالية المصرية في النمسا ولكن بعد فوات الاوان حيث ان تحقيقات واخبار الوكالة قوبلت عادة بالكراهية والعنف والرفض تقريبا من معظم اطياف الجالية بمسلميها ومسيحيها إلى ان ادركوا اخيرا انهم مجرد آلات في صراع طائفي وقبلي أو لعلهم حتى الآن لم يدركوا هذا الحقيقة ومازالوا مجرد خيالات مآتة.

او لعل هذا الجالية منحدرة الأخلاق (بدون تعميم) لدرجة انها تباع وتشترى من مختلف الاطياف الدينية والسياسية والأجنبية حسب المصالح الآنية الوقتية الآنانية، والدليل على ذلك انك تجد الذي أيدوا الرئيس المخلوع الفاسد حسنى مبارك هم انفسهم الذين جلسوا في السفارة المصرية ووقعوا على تأييدهم لتوريث جمال مبارك وهم انفسهم ايضا الذين وقفوا على مسرح احد الصالات يرفعون شارة رابعة العدوية تأييدا للاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي.

يحكي احد افراد الجالية انه تم الاتصال به من صاحب احد دور الحضانة الإسلامية في فيينا لحضور “بوفيه” فخم من أجل المشاركة في حفلة تأييد المعزول محمد مرسي في مؤتمر ضد ماأسموه ” ضد الانقلاب” ويبدو ان هناك أموالا كثيرة تم ضخها داخل الجالية الإسلامية لحشد المصريين في مؤتمرات عدة استخدمت فيها الدعوات على العشاء ومختلف انواع الإغراءات.

كذلك فعل قنصل مصر في عهد مبارك عندما اختار بعض الشخصيات ودعاهم على بوفيه للعشاء في احد المطاعم ثم قام السفير المصري بدعوتهم لتأسيس اتحاد للمصريين داخل السفارة المصرية ووقع الحضور على انهم اعضاء وبذلك ارتكبت البعثة الدبلوماسية خطأ قانوني فاضح بانها اسست جمعية مصرية بقوانين نمساوية وتدخلت فيها بشكل سافر (كنت من الحاضرين في هذا اللقاء ورفضت التوقيع وعندها سألنى القنصل المصري لماذا لم اوقع .. واخبرته فوراً ان هذا الامر ليس صحيح وأرفض التوقيع عليه فنظر إلى ثم تجاهلنى في حركة سريعة دون ان يسألني لماذا؟ )

وكذلك كنت الوحيد الذي انتقدت هذا الاتحاد الذي اسسته السفارة بتعليمات من الدولة لأنني ايقنت ان الترتيبات هي في طريقها لدعم توريث جمال مبارك، واطلقت على مجلسه الذي عينه السفير “مجلس الشيشة” وكان حاضر في هذا الاتحاد اعضاء معروفين من جماعة الاخوان المسلمين ومن حركات اسلامية اصولية معروف ارتباطها بحماس من غير الاخوان وكل رموز الجالية ايدوا فكرة الاتحاد الذي يدعم جمال مبارك وبالطبع الكنيسة شاركت برموزها خاصة الرجل الثاني بعد الاسقف والذي اراد السفير ان يجعله الرئيس او نائب الرئيس حتى يسحب الاقباط مثل الخرفان فيه.

تستطيع ان تقول ان معظم مايسمونهم رموز هذه الجالية في النمسا ويظهرون عادة في الصفوف الاولى ماهم إلا شخصيات انانية نفعية تسير وراء من يجعل منهم زعماء ورؤساء او من يدفع لهم اكثر او من يدعوهم بالقاب رنانة على الموائد اثناء الزيارات الرسمية من اول زيارات الوزراء إلى زيارات الشخصيات العامة وحتى زيارات رجال الدين وبابا الأقباط ، فهذا يطلقون عليه “ابو المصريين” وذاك ينعتونه بأنه “ابو المخترعين” والثالث “ماجلان عرب النمسا” وذلك “الفنان المبدع” وكلها القاب خادعة لشخصيات فاشلة لاحضور لها في المجتمع النمساوي اول الاوربي بالمرة وينطبق عليهم المثل الشعبي المصري القائل “خنفسة شافت بنتها على الحيط قالت عليها دي لولي في خيط”.

وقد انتشرت ظاهرة “هواة الصحافة” وهم اشخاص عاديين لا يعملون بالصحافة ولا يحترفونها كمهنة ولكن نشروا مواقع لهم على الانترنت بعناوين وأسماء رنانة (شبكات ومنظمات وهيئات) ليكون وظيفتها التلميع والنفاق والعمل في صالح التيارات الاسلامية الاصولية مثل الاخوان المسلمين وحماس وحزب التحرير والتبليغ والدعوة او العمل في صالح مشروع التوريث لجمال مبارك سابقاً وفي هذه الصفحات انتشرت كل اصناف الانحدار الخلقي من شتائم وتشويه وأكاذيب وتلميع لجميعات ومنظمات متطرفة وتابعة لحكومات خارج النمسا تديرها بالاموال والهدايا او حتى التخويف والترهيب وبعضها مسايرة للتيار انقلبت لتمارس التقية بالمدح في السيسي والهجوم على الاخوان.

وفي العديد من تحقيقات يورو عرب برس تم فضح هذه الكيانات ورؤساءها، وانها كيانات كاذبة ومجرد جمعيات باسماء رنانة او صفحات تدعي لنفسها المجد بلا دليل او لشخصيات هي في حقيقتها “محترفي نصب” وبالونات فارغة.

لذلك لا تنخدعوا بالاسماء والجمعيات والشخصيات المصرية في النمسا فكلها مجرد كيانات وهمية تم تضخيمها ونشر البيانات بأسمائها وماهي إلا مجرد جمعيات صغيرة لا تضم اكثر من مؤسسها ومسؤولها المالي وحفنة من “كدابي الزفة” لاتزيد عن فردين او ثلاثة.

ولو راجعتم بيانات هذه الشخصيات والجماعات ستجدونهم اصدروا بيانات ايدوا فيها حسنى مبارك ثم ايدوا بعد ذلك مشروع التوريث لابنه جمال .. ثم ايدوا الرئيس محمد مرسي واطلقوا عليه الشرعي المنتخب والان يخرجون بالبيانات الرنانة لتأييد السيسي وقاموا بالمظاهرات التى تؤيد كل هؤلاء بل وجلسوا على كل الموائد بلا حمرة من الخجل.

نموذج واضح من الاخلاق المنحدرة والمصالح الفردية الأنانية والتقلب والتلون حسب الموجة وحسب النظام الحاكم ، فلا تصدقوا هؤلاء الآفاقين … انهم يسعون للإقتراب من كل سلطة لأجل منافع شخصية انانية وهم يشاهدون الوطن مصر وهو يعاني ويسقط وفي حاجة إلى مساعدة حقيقية لكنهم هم مازالوا منشغلين بنهش لحمه وتكسير عظامه.

وحتى تاريخه لا يوجد احد يمثل احد هنا في هذه الدولة، كل شخص يدعى انه رئيس اتحاد هو رئيس نفسه ورئيس مجلس الشيشة الذي يجلس معه ليلاً لسحب بعض الانفاس وتبادل النميمة ونشر الشائعات المغرضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *